قرأت رسالة الفقيه احمد باب احمت عبدي إلى مجتهد زمانه العالم الرباني سليل دوحة العلماء عبد الله بن بيه _ حفظه الله _ ونفع الأمة ببركاته .
ولفت أنتباهي في هذه الرسالة الخارجة عن العرف، والعادات ،والتقاليد ،صراع هوياتي يعيشه الكاتب في اللاوعي بين ما يرتاح له ضميره ، وماتريده منه الحركة ( الشكل _ المضمون ) .
شكلا عبر الكاتب الزاعم للفقه عن براءة المؤدلج دون وعي منه فأسقط عن نفسه صفة الفقيه وارتدى علنا امام كل الموريتانيين صفة السياسي فما استطاع ان ينكر علم الشيخ فاعترف له بعلمه ومكانته الجليلة حيث وصفه في لحظة توازنه النفسي _ بداية الرسالة _ ب " العالم الجليل " وهو مايريد ضميره قوله، قبل ان يستجيب لصفير أمعاءه وتطغى عليه عقدة الأديولجيا والاستقطاب السياسي طمعا في اموال الحركة وخدمة اهدافها ( الإخوان) فظهر مضمون رسالته اخوانيا بشكل تراجيدي متسارع وباسلوب فج وبدائي غير مؤطر لم يستطع مقاومة تأثير الحركة عليه لضعف مداركه السياسية والفكرية اختار الكاتب ان يتقول على الشيخ عبد الله بن بيه ما لم يقله يوما.
فلاهو جاء بدين جديد ولا تحدث عن غير الإسلام " إن الدين عند الله الإسلام " افي هذا يرى الفقيه بل عفوا " السياسي " احمد باب ما ليس صحيحا ؟!
ام ان الفقيه بل " الإخواني " احمد باب يرى بأن من يشيع ثقافة السلم ،ويركن للسلام، كما يدعو مجتهد زمانه عبد الله بن بيه هو يفعل ما لم يأتي به الإسلام ؟!
أراك يا فقيه الإخوان ، ورسول الإخوان ، و " مرسول " الإخوان لتكسير قيم هذا المجتمع من جهة ، وتحطيم مكانة العلماء الأجلاء من جهة أخرى بالغت كثيرا في التطاول على مقام الذي لن تستطيع إليه سبيلا ، فعد إلى رشدك قليلا وتعلم منه ومن استنتاجاته كما تعلمت كل شعوب الدنيا، فالشيخ عبد الله بن بيه عالم رباني مجتهد وهبه الله للبشرية ليكون داعيا بالكلمة الطيبة، وليس بالرصاصة الطائشة ، موجها من المنابر وليس في الحركات السرية ، دعايا للسلم وليس للإقتتال ...
أتريد منه غير هذا ؟
وقد شابت نواصيه في العلم قاضيا ، وعالما، ومفتيا ، ومجتهدا ، أم ان الاديولوجيا والطمع في أموال مخالفيه قد اعمياك عن كلمة الحق ؟! عجبي لفقيه مثلك .
اراك تجاوزت حدود المنطق ، والعقل ،والواقعية، وكل قيم الدنيا وهذا المجتمع المسالم والمهادن لم يعد يراك كما كنت فقد أظهرت بأنك مجرد مؤدلج اعمته الجلسات التأطيرية فخرج للناس يسب الشيوخ ويطعن في مكانتهم كأي مؤدلج مسه فكر الإخوان الذي يفرق بين الإبن وأبيه وبين البنت وأمها .
اراك حشرت نفسك حقا في زاوية الشك والريبة ، اف شك انت يا هذا ؟! ام مسك جنون العظمة ؟!
بقلم : الصحفي ، الشيخ المهدي النجاشي