مقابلة حصرية مع الفائز بجائزة القوافي الذهبية بالشارقة ابن مقاطعة بومديد الشاعر العباس بد ( نص المقابلة )

اثنين, 2024-01-15 14:43

اهتماما منها بالثقافة والمبدعين بولاية لعصابه وعلى المستوى الوطني وسفراء القصيدة الموريتانية أجرت وكالة لعصابه الإخبارية حوارا مع الشاعر العباس بد الفائز بجائزة القوافي الذهبية بالشارقة ابن مقاطعة بومديد والوطن ككل .

حاوره: الصحفي،  الشيخ المهدي النجاشي. 

المقابلة : 
من هو عباس بدَّ ؟

عباس بدَّ إنسان من العالم يكتب الشعر و يتمنى أن ينتشر الحب والسلام.

أنت أحد أبناء مقاطعة بومديد ماذا تعني لك هذه المدينة ؟

صحيح أنني من مواليد مقاطعة بومديد وتعنيلي تلك المدينة وجبالها وقراها الكثير أحبها وأتمنى أن يستفيد سكانها مستقبلا من إمكانياتها وخصوصيتها  (الثقافية - الاقتصادية). ولكنني رغم انتمائي الذي أعتز به لمقاطعة بومديد ولولاية لعصابة، فأنا أنتمي للوطن بكل جهاته وثقافاته وأعتز بهذا الإنتماء ولكنني كشاعر أكتب للإنسان   بصرف النظر عن مكانه وزمانه.

هل الشاعر ابن بيئته أم البيئة ابنة الشاعر ؟

يقول الفيلسوف الألماني (هيجل) "إن الفلسفة إبنة عصرها" وأنا أقول أن الشعر إبن عصره وابن بيئته، وفي السياق نفسه يقول أيضا شاعر ألمانيا  الكبير (غوتيه)  "أنه بدون طفولة غنية لايمكن أن نجد شعرا غنيا"  وبهذا المعنى أقولُ أن لمدينة بومديد التي نشأت فيها وعشت فيها طفولتي دورا كبيرا  في تكوين شاعريتي وذلك بفضل التنوع الطبيعي الهائل التي تتميز به تلك الربوع فالأودية الكثيرة  والجبال الشاهقة والمتنوعة الأشكال والكثبان الرملية والأشجار وتعاقب الفصول بشكل منتظم وصريح و البعد التاريخي والثقافي والاجتماعي لتلك المنطقة كل هذه العناصر ساهمت وتساهم في تشكيل رؤيتي الشعرية وكانت ولاتزال هي الروافد الحقيقية لتجربتي الشعرية هذا بالإضافة إلى الإطلاع على الشعر العربي في عصوره المختلفة ومسار تطوره والشغف الفطري والمكتسب بهذا الفن  العريق.

فزت ضمن الفائزين بجائزة القوافي الذهبية  بالشارقة ؟ 

نعم كنت ضمن إثنى عشر شاعرا من الوطن العربي الكبير فائزين بجائزة القوافي وهي جائزة خاصة بمجلة القوافي التي تصدر كل شهر عن دائرة الثقافة في الشارقة، وقد فاز نصي "عبير الأبجدية " بالعدد الثامن والأربعين من هذه الجائزة وهو العدد الذي نشر في أغسطس من سنة 2023.

هل لديك ديوان شعري وما إسمه؟

لدي ديوان شعري صدر عن دائرة الثقافة في الشارقة أيضا وهي مناسبة لأوجه الشكر لدائرة الثقافة في الشارقة من خلال منبركم المحترم، وهذا الديوان بعنوان (مالم يقله ناي ) و ديواني الثاني تحت الطبع حاليا وهو تحت عنوان (ضحكة في وجه الأساطير ) .

ماهي أبرز  التحديات التي تواجهك كشاعر ؟

أعتقد أن الحياة بدون تحديات لاتستحق أن تعاش، وكل المبدعين رغم اختلاف وتباين مجالات إبداعهم يواجهون تحديات، سواء كانت هذه التحديات على مستوى الإبداع نفسه و اختيار الأسلوب أو القدرة على التجديد وإبداع ماهو مختلف ونوعي أو على مستوى البيئة فالبيئة عندنا تمثل تحديا لكل مبدع وأنا طبعا لم أخرج عن تلك القاعدة فكيف لمن يكتب أو يريد أن يكتب شعرا للإنسان بصرف النظر عن  مكانه وانتمائه أن يسلم من انتقادات من انتقادات الذين يظنون أن مهمة الشاعر أن يكتب في المناسبات أو في المدائح.
 
كيف تقيم الساحة الثقافية بولاية لعصابه حيث مسقط رأسك ؟ 

 

في الحقيقة ولاية لعصابة تمتلك طاقات شعرية كبيرة ومن أجيال شعرية مختلفة وأستطيع أن أجزم أنه في كل مقاطعة من مقاطعات  الولاية الخمسة عدد كبير من الشعراء ولكن عدم وجود إطار ثقافي منظم يجمعهم أثر ويؤثر على تطورهم وانتشارهم ، فمثل لا للحصر الشاعر الموريتاني الشاب المبدع محمد الأمين الطالب الذي فاز بشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم الموسم الماضي من مواليد ولاية لعصابة و أعرف شعراء كثر هناك لأنني شاركت العام الماضي إلى جانب شعراء مبدعين من مختلف المقاطعات في المهرجان الوطني للثقافة الذي نظم في مدينة كيفه الحبيبة، وتحدثت مع مجموعة من الشعراء عن ضرورة تكوين نادي ثقافي يضم شعراء الولاية وقد ناقشت الشاعر الكبير صديقي أيوب النجاشي و لكنها مازالت محض فكرة لم تجسد بعد.

 

مشاركتك في القوافي الذهبية هل كانت مبادرة من جهودك الخاصة ام كان للجهات الوصية على الثقافة جهد وكيف ذلك ؟ 

 

إذا كنت تقصد الجهات الرسمية المحلية فلا أبدا تواصلت معي جهات من دائرة الثقافة في الشارقة وطلبت أن أرسل لها نصا شعريا لتنشره في أحد أعداد المجلة فأرسلت لهم ذلك النص وهذا الامر تفعله دائرة الثقافة مع كل الشعراء في الوطن العربي حتى أنه هناك شعراء موريتانيين كثر نشر لهم نصوص في مجلة القوافي لكنها فقط لم تحظى بالفوز ، وهذا توفيق من الله أن أعجب اللجنة المشرفة نصي فاختاراته ضمن النصوص الفائزة عن عام 2023

ماهو نص القصيدة التي فزت بها في جائزة القوافي الذهبية ؟ 

عبيرُ الأبجديةِ

أنا ابنُ زماني لا أقلَّ وأكثرَا
ونجْمٌ منَ الأعلى يُطِلُ على الثرىَ

حُدائِي عبيرُ الأبجديةِ في الرؤى
وصمْتي بُخارُ الماءِ من أدْمُعِ القرىِ

أعيشُ كما يحلُو سعيدًا وطامِحًا
كنهرٍ يغنِي في المصبِّ إذا جرى

يحِنُ إلى النبعِ البعيد فيهتدي
لركضٍ شفيفٍ في الخيالِ إلى الورا

ومُتُّ ولكن لا خلاص لشاعِرٍ
تُغني مدى الأيامِ ألحانَهُ الورى

أقولُ مع الإلهام: إن قصيدتي 
رهانٌ سيبقى في القريضِ مؤثِرا

دعونِي وصحبي والجميلاتِ إنَّنا
كما العُشْبُ يزهو في الطبيعة أخضرا 

ولا تخدشوا المرآة لا تتلفوا الندى 
ولا تسكِبوا في الريح أحلام من سرى

لنا الحُبُ ما أفشى الصباح ضياءه
وظل خليجٌ للمحيطِ مؤطرا

لنا اللحظة الأزهى تضمد جرحنا
فهمل ثم من صحو؟ تعبنا من الكرى

شكرا على قبول الدعوة وحفظك الله .