في مدينة الزيوت ،واللبن، والكاوكاو ، وفي عمق حضارة ساو وصيادي الباكا ولد بمدينة دوالا الكاميرونية عام 1942 الطفل
Ntepe Moukouri David .
ووسط ازدحام العاصمة الاقتصادية للكاميرون حمل الشاب العشريني اليافع أنذاك أحلامه الكبيرة ، فوجد نفسه ذات يوم شتوي بارد من العام 1962 على مقربة من النهر معلما إبتدائيا في بلدة من الكادحين والفلاحين والمنمين والتجار والمتعطشين لأمل مفقود حيث بلدة مقامة الموريتانية التي درس فيها عاما كاملا دون أن يدرك أن مدينة مقامة كانت مجرد همزة وصل بين بلاد الكاوكاو ومدينة جامبور الآبقة على القهر .
معلم الرئيس ،وزوج المناضلة، ورائد السينما ..
عام 1963 تم تحويل Ntepe Moukouri David معلما في مدينة جامبور ( كيفه ) وهي بلدة خارجة انذاك عن نسق الواقع حيث لا تفاضل ولا ظلم ولا إكراه ، سكانها يتنفسون العدالة وتسمياتها انفاس الحرية والمساواة وفي ازقتها تنمو " ليبرتي " بهدوء ووقار وانسجام، وفي بيوتاتها تعيش كل الاعراق والألوان والمجتمعات وتسمت أحيائها ب " ليبرتي 1 و " ليبرتي 2 " .
دافيد معلم لعاشر رؤساء موريتانيا ووزير خارجيته ..
في مدينة تشكلت أولى دفعات المعلم دافيد من الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني ووزير الخارجية الحالي محمد سالم ولد مرزوك ورئيس العصبة الجهوية لكرة القدم طاليبا جارا وعدد من اقرانهم في الدراسة .
دافيد مؤطر الشباب ورائد السينما ...
عندما وصل المعلم دافيد إلى حي القديمة التي تشبه دوالا في التنوع والانفتاح وتختلف معها تماما كلما غربت الشمس بدأ في خدمة شباب المدينة اليافعة حينها فدعم اندية كرة القدم تدريبا وتكوينا ومسايرة فشهدت مدينة كيفه الواعدة أنذاك نهضة كروية كبيرة مقارنة بعمرها الحضري ، كما استطاع بجهوده الخاصة وهو القادم من دوالا الصاخبة والباسمة في وجه الحياة أن يصنع الفرجة في مدينة كيفه خالقا فضاءات ثقافية بعالم الصورة التي كثيرا ما ألهمت أطفال وشيوخ " كيفه القديمة من خلال عروض لأفلام تاريخية ووثائقية ساهمت في تقريب فن الصورة من ساكنة المدينة ، قبل أن يصبح رائد السينما مع بداية بزوغ نجمها في البلد فأنشأ " قاعة للسينما " في حي الجديدة بات تعرف بسينما " دافييد " صارت فبما بعد تعد أحد أبرز معالم كيفه وأهلها القدامى .
ابن مدينةالصخب في هدوء ولد الصوفي ..
بعد تقدم العمر بعمل الرئيس والوزير والرياضي وملهم أجيال مدينة كيفه مابعد الاستقلال قرر الشيخ الوقور دافيد زوج العصامية والكادحة والنبيلة رمز النضال فاطمة بنت ختفور أن يلقي ذات مساء نظرة على احراش ووديان ولد الصوفي شرقي أفام لخذيرات بولاية لعصابه أن يقرر الهدوء منميا ومزارعا بعد عقود من تربية الأجيال وخدمة مدينة كيفه التي سكنت قلبه منذ اول يوم وأحبته كما أحبت كل ابنائها .
حفظه الله .
إعداد : الصحفي ، الشيخ المهدي النجاشي .