ميشل العمدة والطبيب والإنسان ... / بقلم : المصطفى عبدالله الله أعلي أمعيتيك

اثنين, 2024-01-01 19:04

تمر اليوم الذكرى السابعة والعشرين من وفاة الوالد المفضال محمد فرجس الملقب ميشل تغمده الله بشآبيب رحمته وأسكنه فسيح جناته  و ما علينا أن ندركه هو أننا بحاجة إلى تتبع محطات هذا الرجل والتي أرى أن الكثير من جوانبها لما تنكشف بعد فالرجل بمثابة ظاهرة تستحق الدراسة والبحث وجمع المعلومات ...
 الرجل لم يكن شخصا عاديا 
 وقد حباه الله بقبول منقطع النظير ، الله وحده أعلم بالسبب الحقيقي  لهذا القبول وإن كان دماثة خلقه وإحسانه الى الفقراء ومساعدته للمحتاجين وتوفير خبرته الطبية لصالح المرضى ، خصوصا من أبناء الطبقات الهشة ، كلها  عوامل مرشحة لفك لغز ما حظي به من محبة وقبول لدى الكثير ممن عايشه وسمع بأخباره

 تأبين الراحل  محمد  ميشل فرجس علما  واطلاق اسمه على شارع يمر من مقطع الطرق بكرفور مياره إلى نقطة تفتيش الشرطة جنوبا  قرار صائب وخطوة تأخرت كثيرا وهي في نفس الوقت استحضار لقيم سلف مجتمعنا المجيدة وفض الغبار عن تاريخ أحد رموزه بالعصر الحديث 
كما أن تنظيم قافلة طبية من قبل جمعية الصحة الوقائية للمرأة باشراف مباشر من كريمة الفقيد الوزيرة : عيشه فال فرجس خلال ثلاثة أيام  بمستوصف احسي البكاي بمدينة كيفه الحبيبة  خلال أيام  28 - 29- 30 دجمبر 2023م  وما تخللها من استشارات طيبة لأطباء عامين ومتخصصين  وتوزيع للأدوية بالمجان وما تم خلاله من أنشطة خيرية موزاية للحدث كل هذا أضفى على هذا الحدث المهم بصمات إنسانية كانت ركنا ركينا من شخصية الفقيد ميشل الطبيب رحمه الله 
كما أن حجم حضور الحفل التأبيني وتنوع من قدم شهاداته سواء من كان حاضرا أم من تم توثيق شهادته بالفيلم الوثائقي المخصصة للفقيد برهان ساطع على أن ميشل العمدة كان بحق رجل اجماع جهوي ووطني بشهادة الجميع 

شخصيا أحد الشباب المعجبين بالرجل إلى حد كبير وقد عايشت ذكره ونحن صغار فكنا نردد عبارة تمجد شخصه النبيل  و تشيد بجهوده الجبارة ولما كبرنا بدأنا نسمع به وندرك مكانته ومدى مساهماته الكبيرة في كل المجالات ولأني ممن يهتم بالبحث عن الشخصيات المشهود لها بخير  والخوض في غمار تاريخها المجيد ومسكون بالقصص الجميلة التي تمجد تاريخ المجتمع أكتشفت قصصا خاصة بهذه الشخصية الوازنة وقرأت بعضها في مقال ممتاز أعدده الأخ البار الشيخ أحمد مودي المدير الناشر لموقع وكالة كيفه للأنباء ، لكنني  متأكد أن لهذا الرجل الفضيل محطات لاتزال مجهولة خارج المنطقة بعضها  وصل إلينا وبعضها يستحق البحث والتدوين ، ولعل  مبادرة تأبين الفقيد الراحل توفق في  تسليط الضوء على هذه الفكرة لينبرى لها من يقوم بالمهمة ويقوم بالمطلوب .
تكريم المرحوم مشيل فرجس تكريم  لنا فرادى وجماعات ...
وهو رد جميل لرجل عجيب أختاره الله أن يكون لطيفا طيب القلب رفيقا بالضعفاء والمساكين مسكونا بمساعدة المعوزين والمعدومين  ...فهل  كان سبب هذا القبول هو هذا القلب الطيب أم أن هناك دعوات إلى السماء قد استجاب الله لها ؟
ميشل كان بارا بوالدته رحمهما الله تعالى
 حريصا على لحمة قومه ، كان ممن زاد رصيد المجتمع بالقيم الحميدة أنى صار وأنى حل ، وبصمته في المجال الصحي شامخة ومسحته الأخلاقية راقية وسمعته في هذا القطر طيبة  ولإن كان رحيله عام 1996م بكيفه  مثل أضخم جنازة شهدتها ولاية لعصابه فقد كان حفل تأبينه السبت 30 دجمبر بفندق الضيف بكيفه هو الأكبر بالإطلاق على المستوى الجهوي فجزاه الله خيرا  وأسكنه فسيح جناته هو وأمه وإخوته وسائر موتانا وموتى المسلمين وطوبى له ولأمثاله 
وصل اللهم وسلم وبارك على  محمد وعلى آله .

بقلم : المصطفى عبد الله  اعلي إمعيتيك