قبل يوم واحد من تنظيم حفل تأبين سينظمه أطر ووجهاء بلدة " حاسي البكاي " برئاسة الوزيرة السابقة ومديرة ديوان الوزير الأول السيدة، عيش فال محمد فرجس ( ميشيل ) للطبيب والإنسان الرمز الراحل المغفور له محمد فرجس الملقب " ميشيل " أول عمدة لبلدية كيفه ، تشهد هذه الأخيرة تنافسا محموما بين فرقاء المشهد السياسي المحلي للحشد لهذه التظاهرة التأبينية الأولى من نوعها منذ أن ودع الراحل محمد فرجس الروح لباريها 1996 بمسقط رأسه في مدينة كيفه التي عاش فيها طفلا ويافعا وخدمها شابا ومتقاعدا وأحب ارضها حتى ووري الثرى فيها بجانب والدته بعد أن اوصى بذلك وفق مصادرنا .
سياسيون من مختلف أطياف المشهد السياسي بمقاطعة كيفه حضروا للمدينة مؤخرا ونظموا اجتماعات ولقاءات دعوا فيها قادة تياراتهم لحضور هذا التأبين .
وزراء من أبناء مدينة كيفه _ وفق معلومات وكالة لعصابه الإخبارية _ سيحضرون خصيصا للمشاركة في هذا النشاط ، و ليسمعوا شهاداتهم في حق الراحل ولأول مرة أمام كاميرات الصحافة وساكنة كيفه الذين يقرأون تاريخ هذا الرجل بنوع من الاعتزاز والاعتراف بالجميل .
منتخبون عبروا كذلك في خرجات إعلامية ولقاءات عملية وأخرى خاصة دعوا لحضور هذا التأبين تثمينا لمكانة الرجل وجهوده في خدمة المدينة ودور حاضنته الاجتماعية في المساهمة الفعالة عبر مراحل متعددة من تاريخ مدينة كيفه .
قادة رأي ورائدات في المشهد السياسي المحلي بمدينة كيفه ينشطون منذ أيام لانجاح هذا التأبين ، يتباينون كما الوزراء والمنتخبون والسياسيون في الطرح السياسي و في التحالفات المحلية ،لكنهم يتفقون على تاريخ ،ومكانة، ورمزية الراحل محمد فرجس الملقب (ميشيل ) ، وهي حالة نادرة في المشهد السياسي في مدينة كيفه لفرط الحساسيات السياسية بين الفرقاء منذ الانفتاح الديمقراطي وحتى اليوم ، ورغم أن هذا التدافع نحو نجاح تأبين أول عمدة لبلدية كيفه ، ولأحد أبرز رموزها وشخصياتها التي مرت بها منذ نشأتها يعد هذا حدثا هاما ، كما أنه تعاطيا نبيلا لانجاح هذا الحدث الأبرز ، إلا أن ذلك يثير عدة تساؤلات حول هذه المستجدات خصوصا إذا مانظر إليه من زاويته السياسية وخاصة في هذا الظرف السياسي الدقيق والأهم و قبيل انتهاء مأمورية رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني والبدأ في الاستعداد لمأمورية ثانية وهو اختيار زمني نجح فيه المنظمون وجعلوا فيه طعما سياسيا قد لايكون بريئا في لحظته كما يرى البعض ، فهل سيكون هذا الاجماع الحاصل على الحضور لتأبين الراحل محمد فرجس ( ميشيل ) بداية تقارب بين غاليية الفاعلين الكبار من فرقاء المشهد السياسي المحلي بالمقاطعة من شتى مكوناتهم وأحجامهم السياسية وتموقعاتهم الحزبية والأديولوجية والحلفية ؟ أم هو نتيجة صراع سياسي صامت ينتهز من هذا التأبين الاستنائي لشخصية استناء مسرحا لابراز الوزن السياسي أمام كاميرات التصوير أم هو تنازع على التاريخ السياسي للطبيب والإنسان محمد فرجس ( ميشيل ) كنوع من التبني المعلن لدى فرقاء المشهد ؟! أم هو نوع من رد الجميل لتضحيات الراحل وماخلفه من سمعة طيبة لدى الجميع الامر الذي منحه الرمزية لدى ساكنة كيفه ومن بعده محيطه الأسري ؟
لعل مابعد التأبين قد يكون كيفلا بفك طلاسم حالة الفرقاء هذه ، فلي السياسة دخانها كما يقال ، ولكل حدث تداعياته !!!