هل بدأت بلدة " حاسي البكاي " تستعيد ألقها كما كانت منذ ربع قرن ( قراءة )

اثنين, 2023-12-25 15:51

منذ أسابيع بدأت تطفو على واجهة الأحداث بمدينة كيفه أحداث سياسية و اخرى متنوعة  تدور مجرياتها ببلدة " حاسي البكاي " الواقعة على بعد كلمترات محدودة على الجهة الشرقية الجنوبية من مدينة كيفه تسعى إلى رسم  ملامح مشهد بمقاسات جديدة وإن كانت ترسو على محطات مهمة من تاريخ مشترك بين تاريخ بلدية كيفه وبلدة حاسي البكاي الوادعة .

لنعد إلى الوراء قليلا ، ففي ذكرى الاستقلال الماضية اطلقت بلدية كيفه على الشارع الرسمي في قلب المدينة اسم اول عمدة للمدينة  ( محمد فرجس 1939 _ 1996 م ) ( رحمة الله عليه )  ، وكانت محل اشادة من طرف السكان ، وتزامنا مع افتتاح العام الدراسي الجاري قادت السياسية والإطار عيش فال فرجس مبادرة مع نخبة من ابناء "  حاسي البكاي " لتوفير النقل لأبناء القرية إلى إعداديات كيفه فتم توفير باص مخصص لذلك  فكانت خطوة اخرى شكلت تحولا في تعاطي قادة الشان العام على مستوى هذه البلدة مع تحديات ابناء البلدة الجميلة .

 كما ساهمت هذه المبادرة كذلك في توفير المواد الضرورية اليومية من خلال مشاريع محلية تهدف لتعزيز التنمية واقتصاد الأسرة وفق ماتم تداوله . 

 أمس القريب أعلن التحضير  عن حفل تابين لاول عمدة لبلدية كيفه الطبيب والإنسان محمد فرجس الملقب ( ميشل ) ووفق ماهو معلن عنه فإن التأبين لن يكون حفلا عابرا فحسب بل سيشمل قافلة طبية " تسمى " الوفاء " وفاء لقيم الراحل ومبادئه  التي عاش عليها خدمة للناس وذلك على مدى ثلاثة أيام ( 28_ 29_ 30 ) من دجمبر الجاري بالنقطة الصحية بحاسي البكاي المنطلق الأول لهذا الحراك السياسي والاجتماعي والعرفاني بتاريخ هذا الرجل .

 كما ستصرف  الأدوية في هذه القافلة بشكل مجاني للمستفيدين من تخصصات الطب العام والأسنان و والأطفال والنساء وأمراض الغدد والجراحة الباطنية وأمراض القلب والشرايين والأمراض الجلدية ....

هذه الأحداث والمتغيرات التي استطاعت بها بلدة " حاسي البكاي " أن تعود بها إلى واجهة المشهد السياسي والخيري على مستوى مقاطعة كيفه من بوابة اول عمدة لبلدية كيفه الراحل محمد فرجس الملقب ( ميشل ) أعادت هذه البلدة إلى مربع الضوء بعد عقود من صراع الأجنحة المحلية وغياب البوصلة الجامعة لأطر هذه البلدة ذات الجهود الكبيرة في صناعة التاريخ السياسي والثقافي والخيري لمدينة كيفه.

منذ بزوغ فجر المسار الديمقراطي بالبلاد ظلت بلدة " حاسي البكاي " حاضرة في تفاصيل صناعة الفعل السياسي ببلدية كيفه حيث كان ابنها الراحل " ميشل فرجس " اول عمدة للبلدية  بإجماع غالبية الناخبين أنذاك ، تماما كما كان اول صاحب عيادة خيرية في المدينة بعدما أحيل للتقاعد ، كما انه اول من آثر نفسه خدمة لأعرق مقابر مدينة كيفه ووضع عليها سياجا حماية للقبور ، هذا التاريخ الناصع بدات تجلياته وذكرياته تطفو من جديد على المشهد في كيفه عبر مبادرة تسعى لخدمة سكان " حاسي البكاي " من جهة ولانعاش تاريخ مدينة كيفه من جهة ثانية .
تعد بلدة " حاسي البكاي "  اولى البلدات تمدنا بعد مدينة كيفه حيث كانت منذ ربع قرن تشكل وجهة لصناع القرار وقادة الفكر والسياسية في مدينة كيفه ، كما  كانت احد ابرز اماكن صنع القرار  في الولاية ومقاطعة كيفه تحديدا لما تمتلكه من مقومات ثقافية ( بلدة أطر ) ولما  تشكله من اهمية  كخزان انتخابي ناضج ونشط في الساحة السياسية محليا ووطنيا " اضافة " إلى ماحباها الله به من مكانة اجتماعية وطيب سكانها وكرمهم وحسن علاقاتهم مع سكان الولاية .

عودة " بلدة حاسي البكاي " للواجهة من جديد بشكل منظم وفي إطار وحدوي متماسك ينصف الراحلين ويهتم بأجيال الغد وفق مراقبين ،  يثير سؤالا مهما حول مدى قدرة هذا الحراك الذي تقوده شخصيات بارزة برئاسة الوزيرة السابقة عيش فال فرجس  إلى استعادة  مجد سياسي رسمت معالمه منذ أكثر من ربع قرن من الآن مع أول عمدة لبلدية كيفه ومن بعده آخرين من مختلف التوجهات والأطياف من أبناء هذه البلدة ،  أم أن تحديات المشهد السياسي المتشعب بالمقاطعة قد يحتاج فيها هذا الحراك  وقتا لتجاوز  تلك العقبات لمواصلة ما بدأه الراحلون ؟