أعلام ولاية لعصابه زاوية تعدها وتنشرها وكالة لعصابه الإخبارية نتاول في هذه الحلقة المكتوبة العلامة وقطب زمانه عبد الله ( النهاه ) بن لمرابط سيدي محمود الحاجي .
سيرة ذاتية :
هو العلامة الجليل قطب زمانه عبد الله الملقب” النهاه” بن لمرابط سيدي محمود الحاجي بن المختار بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن باب هند بن النجيب (الحبيب) بن محمد المختار بن محمد بن النجيب (الحبيب) بن أَبْجَ بن الحاج اعل (علي) بن يحي.
تزوج العلامة الولي الصالح لمرابط سيدي محمود الحاجي بالفاضلة خديجة بنت سيد الأمين بن حبيب الجكني ورزق منها بولده عبد الله الملقب “النهاه”.
درس في البداية على والده الولي الصالح والعالم لمرابط سيدي محمود ثم جده من أمه العلامة الشيخ سيد الامين الحبيب الجكني ثم الشيخ احمد محمود ولد اببه ثم محظرة أهل محمد سالم” مجلس العلم” ثم محظرة أهل متالي ثم المختار بن بونه الجكني وأخيرا العلامة سيدي عبد الله ولد حاج إبراهيم الذي لم يفارقه حتى مات. ويعتبر أحد أبرز خريجي مدرسة العلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي.
اشتغل "النهاه" في مقتبل عمره بالعلم وانكب عليه وشمر له وكان لا ينام إلا قليلا لشدة جده واجتهاده متمثلا قول الشاعر:
أعاذلتي على إتعاب نفسي :: ورعيي في الدجى روض السهاد
إذا شام الفتى برق المعالي :: فأهون فائت طيب الرقــــاد
كان العلامة عبد الله الملقب” النهاه” وليا وعالما وشاعرا وقائدا عسكريا وسياسيا محنكا وزعيما سياسيا لامعا وشاعرا مجيدا اتصف بقوة الشكيمة ‘وبعد الهمة ‘ذو دور بارز في تاريخ المنطقة (تكانت واركيبه) خلال القرن 13 الهجري 19 م …
ظهرت كراماته وذاع صيته في كل من لعصالة وتكانت وخارجهما.
وقد ساهم في نحت شخصيته الفذة قوة البيئة التي تربى فيها، حيث إنه تربى في كنف جده لأمه الشيخ سيد الأمين الحبيب الجكني بين ظهراني إدوعيش في أيام أعمر بن محمد خونا وابنه أمحمد شين أيام ازدهار الإمارة، فتغذت روحه بالقوة الدينية والعسكرية وبكل معاني المروءة العربية الإسلامية، وطبع على حب النبي صلى الله عليه وسلم وحب الأولياء والصالحين وحب دياره ومنازله ويتجلى ذلك في ديوانه الذي ينقسم عموما إلى المديح النبوي والتوسل والحنين إلى الوطن.
حج عبد الله الملقب” النهاه” بن لمرابط سيدي محمود بيت الله الحرام وزار المزارات المعهودة بالحجاز، وفي المدينة المنورة زار شفيع الورى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه وأهل البقيع الطاهر وترجم تلك المشاعر شعرا يتنفس محبة وصدقا وشوقا وتوسلا برسول الله صلى الله عليه وسلم:
'ماكنتَ مُذْ زمـنٍ ترجـوهُ هـذاؤُهْ :: هذا شفيع الورى بشراكَ هـذاؤُهْ
هذا العتيقُ وذا أبو الفتـوح وذي :: أهـلُ البقيـع أحبـاهُ وأبـنـاؤهْ
فسَلْ بـه وبهـم ماكنـتَ تطلبـه ::هناكَ تُقضى لذي الحوجاء حوجاؤُه
حاشاهُ أن يستغيث المستغيث بـه :: وتستطيل عليـه الدهـر أعـداؤُه
ويقول:
يا سيدَ الناسِ ابنَ عبد المطلبْ ** وخيرَ مدْعُوٍّ وخيرَ منتدبْ
إليكَ جُبْنا كلَّ غوْرٍ وحَدَبْ ** وكلّ هوْلٍ يشتكى وَيرْتَهَبْ
وليس يا سيدنا ليس الأرَبْ ** منا لديكَ فِضةً ولا ذهبْ
وإنما أرَبنا كشف الحجبْ ** وحفظُ الإيمان لنا من السَّلَبْ.
وبعد العودة إلى الوطن وتحرك أشواقه إلى المدينة المنورة وساكنها عليه الصلاة والسلام قال قصيدته المشهور التي تفوح بعبير المحبة والشوق إلى رحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
بان الرسولُ وبانتْ عنكَ طيْبتُهُ ** إنّ الأحبةَ والأوْطانَ أعداءُ.
ترك إسهامات كبيرة في مختلف العلوم، منها: نظم بديع مبارك نظم به أسماء الله الحسنى سارت به الركبان، وتغنت به الفتيان، يقول في مطلعه:
ياربنا عونك يامعين إياك نعبد وإياك نستعين
وله في الشوق إلى الأوطان:
سقى الإله ديارا كانت معاهدنا ** حينا بجلوى وبالريان أحيانا
دار تلندبك كانت من منازلنا ** وولول من ديار الحي قد كانا
((ياحبذا جبل الريان من جبل ** وحبذا ساكن الريان من كانا
وحبذا نفحات من يمانية ** تأتيك من قبل الريان أحيانا))
ويقول:
حبــذا أربُع في اتفيــــــتنات === بعد لأي عرفتــها مقـفرات
ظلـــــــت أذرو الدموع فيها === وقلت لربوع عرفتها عبراتي
وخشيت احتراق الأربع لولا ===ديــــم الدمع من لظي زفراتي
فعـــــلى الأربع المحيلة مني=== وعلى الحي أطيــــب التحيات.
انتقل النهاه لجوار ربه 1255 للهجرة ودفن في القبة بتكانت مع شيخه سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم.
رحم الله السلف وبارك في الخلف.