هذا النص كتبه محمد غلام الحاج الشيخ سنة 2003 خلال زيارة الشيخ محمد الحسن الددو لمدينة كرو .
" فجر اليوم الموالي انطلق موكب الشيخ على بركة الله إلى " #كامور "، حيث كان أهله ينتظروننا على أحر من الجمر، توجهنا إلى بيت العالم المربي سيدي مولود ولد جاكيري الذي استقبلنا ببشاشته المعهودة و تواضعه الجم، و ماهي إلا لحظات حتى اجتمع علينا وجهاء الحي الكرام ... و بعد السلام وتقديم المائدة ذهب الوفد إلى المسجد الذي اجتمع فيه من الحي رجالا كراما و نساء عفيفات طاهرات ... و أثناء الدرس تدخلت الدرك الوطني لتطلب من الشيخ إيقاف الدرس بأمر من الحاكم، إلا أن الشيخ رد عليهم بأن الدرس دعوية و ليست سياسية،فأجاب المأمور: أنا مبعوث من الحاكم فرد عليه الشيخ أنت رسول فعد إلى من أرسلك و أخبره بما أجبتك .. انتهت الدرس بسلام.
كان أهل " #كرو " يتقاطرون علينا رذاذا من الحب و وميضا من الإيمان سار الموكب و قد انضمت إليه سيارات أهل "كرو" تعلن الفرح و تبث السرور بمقدم الشيخ الددو، وما إن دخلنا منطقة "كرو"حتى رأينا العجب العجاب حيث كانت الحرائر ربات الخدورو بنات النسب العريق، يصعدن إلى الأسقف و يطلقن للروح شواقها فتفجرت حناجرهن بالزغاريد العفيفة و لوحن بأطرافهن تحية،أما الرجال فحدث ولا حرج فقد امتلأ بيت الكرم والسؤدد الفسيح، بيت رجل الأعمال التقي و المتصدق " امود ولد السالم " .. اكتظ هذا البيت بالأخيار من أهل "كرو" الذين لم تلههم تجارة و لا بيع عن ذكر الله فاغلقوا السوق لأول مرة ضحوة من النهار و انصرفوا إلى المسجد ليأخذوا أماكن لهم فيه ينتظرون الشيخ.
تلك المكارم لا قيعان من لبن ** وهكذا السيف لا سيف ابن ذي يزن
يبدو أن هذا الجو المفعم بالإيمان و الحب لم يرق للسلطان ومن على ملته، فأرسل الحاكم يطلب الشيخ فذهب إليه مضيفنا "أمود ولد السالم" و طلب منه أن يمهل الشيخ إلى آخر النهار حتى يستريح، فرد الحاكم بأنه لولا احترامه لشخص أمود لأمر باعتقال الشيخ والمجئ به فورا وأنه لا بد من أن يأتيه في المكتب ساعتئذ، عاد إلينا فقرر الشيخ الذهاب صحبة أمود إلى الحاكم الذي دخل معهم في حديث غير مؤدب يشرب الدخان هو وآمر الدرك كأنهما يريدان إيذاء الشيخ الذي لا يتحمل الدخان، اتضح من الحاكم أنه لا يملك من الصلاحيات إلا قلة الأدب و التطاول