نقل العالم عبد الودود الشيخ عن الباحث الألماني Ulrich Rebstock رحيل صديقه، حفيد المؤرخ الشيخ هارون بن الشيخ سيدي وبكر البروفسير محمد بن أحمد بن الشيخ سيدي في مدينة ميونخ بألمانيا الاتحادية في السادس عشر من الشهر السابع للعام الثالث بعد العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
نعي يليق بالحيز الكبير الذي احتل من حياة حافلة بما يليق، فتى أمشتيل، المؤمن الجميل الأنيق الزاهد العارف بأسرار الفرقان، المنفق، المسالم؛
سمعت صبيا، وأبصرت يافعا، كرامات واصل الرحم المحيط بحياة الشعوب والأمم ولغاتها؛ رافقته طيلة حياته الخاطفة بركة، وأسعفته مرارا الأعمال الصالحة للأولياء والصالحين، فتحت أمامه أبوابا لا زالت موصدة أمام نخب العالم الثالث، وأنقذت حياته في الريف الإيطالي، وأفرشت سبيله بالسجاد الأحمر، منذ عبوره نهر صنهاجه جنوبا، منتصف ثمانينات القرن العشرين ليجوب القارة السمراء طولا وعرضا، قبل تتبع نفح الحضارة في شرق العرب، الذي سير منه أطول قافلة وجودية طافت مدن وأرياف المعمورة؛ ليودع حقائبه مرابع الجرمن ويتلقف نسيم سقوط حائط برلين، ليمكث عقوده الثلاثة وأعوامه الأربعة في ذهاب ومجيء بين العالم ورحم لحواش، قبل مواراته في مقبرة المسلمين بميونخ بعد أن صلت عليه جموع غفيرة من الجاليات المسلمة في المدينة.
امتلك معرفة نادرة للغات أوروبا الشرقية وثقافاتها واهتماما بالتراث و المخطوطات وسير الأعلام وأنساب شعوب القارة السمراء والصحراء الكبرى؛
رحم الله الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن الشيخ أحمد بن الشيخ بابا بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي الكبير وتقبله، بإذنه تعالى، في أعالي الفردوس؛ إنا لله وإنا إليه راجعون.