( ... و بما أن عائدات الغاز تمثل خيرا كثيرا سيعود بالنفع ع الوافر على بلادنا، فإن الاستمرار في استخراجه يتطلب المزيد من الوحدة الوطنية و التماسك الاجتماعي بين مكونات المجتمع حتى لا يجد الطامعون في خيرات بلدنا شق صفوف المواطنين و زعزعة الأمن الذي هو الضامن الوحيد للاستفادة من هذه الخيرات التي يتمتع بها بلدنا، و لن يتأتى ذلك إلا بدعم التعليم و التركيز عليه بكل سخاء فهو مصنع المواطن الصالح المتمدن العارف بحقوقه و بواجباته المساهم في عملية التنمية و البناء، و منح الجيش الوطني المزيد من الإمكانيات التي تخوله حماية شعبنا و خيراته من عبث العابثين و حسد الحاسدين، دون أن ننسى قطاع الصحة الذي يضمن لنا عقولا سليمة، فالعقل السليم في الجسم السليم.
و عليه، فبمناسبة انطلاق المرحلة الأولى من استخراج الغاز الموريتاني الذي ستكون عائداته السنوية 400 مليون دولار آمريكي سنويا أي ما يعادل 144 مليار أوقية، فقد قررنا تخصيص نسبة 10% من عائدات الغاز سنويا لقطاع التعليم و 10% لقطاع الأمن و 10% لقطاع الصحة، أي 14,4 مليار سنويا لكل قطاع من القطاعات الثلاثة، حتى نتمكن من خلق جيل متعلم آمن و سليم ضمانا لمستقبل أبنائنا و بلدنا و جعل شعبنا العزيز في ظروف مريحة تمنحه الكرامة و العزة و الهناء، لأنه شعب عظيم يستحق كل تبجيل.
و بما أن التعليم وحده هو الكفيل بالقضاء على الفوارق الاجتماعية و محاربة خطاب الكراهية و دفع البلد نحو التقدم و الازدهار، فإننا نذكر بأن المبلغ المذكور سيصرف من أجل توفير رواتب محترمة للمدرسين و توفير الوسائل اللوجستية التي تمكن من المتابعة و تقديم الدعم عند الضرورة و تحفيز المجدين من المدرسين و الدارسين و أولياء أمور التلاميذ المتفوقين و توفير المناهج الهادفة و الكتاب المدرسي المناسب إضافة إلي تطوير البنية التحتية و المعدات المدرسية.
و خلال عشر سنوات فقط ستكون موريتانيا من أكثر البلدان الافريقية تقدما و ازدهارا بعون الله و قوته و بفضل تماسك شعبها و جودة تعليمها و قوة جيشها و بخبرة أطبائها.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته )
هذه مجرد أمنية لمدرس عارف بأهمية التعليم و خطورته و يخشى على مستقبل أبنائه و أبناء بلده.