من يَزنِ في قومٍ بألفيْ درهمٍ *** يُزنَ في أهل بيته بدرهمِ

خميس, 2018-11-29 10:06

قصة عجيبة وفريدة من نوعها، هي عبرة لِّمَن يعتبر، و العاقل من اعتبر بغيره واتَّعَظ.
تقول القصة إن أحد الشباب المراهقين اتصل في يوم من الايام بإحدى الفتيات التي يعرفها من قبل , وتواعدا أن يأتيها في وقت محدد ليمارس معها الفاحشة ـ والعياذ بالله ـ فوافقت.
ولما قرُب وقت الموعد اتصل الشاب بصديق له وأخبره بالقصة و طلب منه أن يأتيَ معه من أجل حِراسته وتنبيهه في حالة قدوم أحد ليتصل به فورا على هاتفة النقال , وبالفعل جاء صديقه وذهبا معا إلى المكان المحدد ولما وصلا اوقفا سيارتهما ودخل هو على الفتاة وترك صديقه منتظرا بالخارج حتى يُتم فعلته الشنيعة , ثم خرج بعد أن ارتكب جريمة الزنا مع تلك الفتاة وعاد هو وصديقه , حيث أوصله الى منزله وشكره.
في اليوم التالي ,اتصل شاب آخر بنفس الصديق وطلب منه ما طلب منه صديقه السابق , وذلك بأن يحرسه من الخارج ويتصل به إذا شاهد احدا قادما فهو سيقوم بارتكاب نفس الرذيلة ,فوافق الصديق أيضا وانطلقا الى منزل الفتاة , وبمجرد وصولهما وتوقف سيارتها أمام منزل الفتاة بكى الصديق بكاء مريرا وانهار من شدة البكاء , فلما رآه الشاب يبكى تعجب كثيرا و سأله : ما الذى يبكيك؟
قال : كنت بالامس في حراسة صديق آخر كان يزنى مع فتاة ,
وها انت الآن ذاهب لتزني بأخته , فهذا منزلهم , فبكى الشاب أيضا , ثم رجعا في التو واللحظة , وعادا عن فعلتهما وكانت حادثتا الامس واليوم سببا في هدايتهما وتوبتهما منذ ذلك الوقت بفضل الله ومنه وتوفيقه وقد عُرفا بعد ذلك بالاستقامة والتقى.
فيا معشر الشباب ابتعدوا عن الفواحش والمعاصي , فكما تدين تُدان.
يقول الامام الشافعي رحمه الله :
عُفّوا تعُفَّ نساؤكُم في المحرم * وتجنبوا ما لا يليق بمسلمِ
إن الزنا دَينٌ فإنْ أقرضتَهُ * كان الوفا من أهل بيتك فاعلمِ
يا هاتكًا حَرَمَ الرجال وقاطعًا * سُبُل المودة عشْتَ غير مُكَرَّمِ
لو كنتَ حرًّا من سُلالةِ ماجدٍ * ما كنتَ هتاكا لحرمة مسلمِ
من يَزْنِ يُزْنَ به ولو بجداره * إن كنت يا هذا لبيبا فافهمِ
من يَزنِ في قومٍ بألفيْ درهمٍ * يُزنَ في أهل بيته بدرهمِ