يحتفل العالم اليوم 17 تشرين الأول/أكتوبر باليوم العالمي للقضاء على الفقر تحت شعار " الإلتقاء بمن تخلفوا عن الركب كثيرا لبناء عالم شامل ينعم بالإحترام العالمي لحقوق الإنسان وكرامته".
يرجع الإحتفال الأول بهذا اليوم العالمي إلى 17 تشرين الأول/أكتوبر من العام 1987 حيث إجتمع في ساحة تروكاديرو بباريس، ما يزيد على مائة ألف شخص لتكريم ضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع.
و بديهي أن الفقر هو الحاجة والعوز و عدم القدرة على الحصول على إحتياجات الحياة الأساسية كالسكن والطعام والملبس والتعليم والصحة، و أيضا الحريّة الإنسانية والمشاركة والعدالة.
و مما لا شك فيه أن الفقر هو ظاهرة مشينة تشكل إنتهاكا صارخا لحق الإنسان في الحياة، و قد إتفق الجميع في كل أنحاء المعمورة على ذلك و أكدوا ضرورة تضافر الجهود لكفالة و صيانة و إحترام هذا الحق.
و لا سبيل إلى الوصول إلى هذا الهدف إلا بالإلتزام الذي يصحبه العمل الميداني إعتمادا على برامج واضحة المعالم و الأهداف و الإمكانات إزاء الفقراء في خطوة تضامنية معهم يترجمها العمل الميداني و الإعراب المادي عن هذا التضامن.
إن معهد جنيف لحقوق الإنسان يدرك تماما أهمية إحياء هذا اليوم العالمي، من خلال الرسالة التي يضطلع بها في سبيل الدفاع عن حقوق الإنسان ، ليحتفل على غرار المنظومة الدولية و الدول المهتمة بمحاربة هذه الظاهرة المشينة، يدعو بصوت عال كل العالم حكومات و منظمات لمخاطبة ضمائرهم والإستماع إلى صوت الفقراء و النظر إلى أحوالهم و السعي معا لرفع تحدي الفقر و مكافحته بالوسائل الفعالة و الإرادة الصادقة، كما يدعو إلى صدق النوايا لتقليل أسباب الفقر الطبيعية وإيقاف الحروب والنزاعات الداخلية و الصّراعات الدولية التي تقوض تطوير وتنمية البلدان الفقيرة.
معهد جنيف لحقوق الإنسان يضع كل إمكاناته البشرية و المادية و خبراته في مجال الدفاع و صيانة حقوق الإنسان في خدمة كل الإرادات الدولية الصادقة من حكومات و منظمات دولية و حقوقية و إنسانية من أجل محاربة أسباب الفقر في كل مكان و العمل على القضاء عليه بكل الوسائل الكفيلة بذلك، و يجدد تمسكه بهذه المهمة التي تدخل في صميم رسالة حقوق الإنسان العالمية و التي هو جزء منها و أداة من أدواتها.