كتب من يقدم نفسه خبيرا في الإرهاب أن زار أزواد وعاد منه سالما، أن "التلاعب والفبركة متاحة اليوم في المباشر كما هي في التسجيل..." وبرهن على ذلك بلغة الخبير في طرائق البث هذه المرة.."وضع فارق زمني يقارب نصف دقيقة أو ثلثيها بين حديث الضيف وبثه على الهواء، وهي فترة زمنية تتيح التحكم فيه واقتطاع المرغوب في مصادرته، والتلاعب به،..." لا تخلو المسألة من أحد وجهين؛ إما أن التقنيين في الجزيرة يجهلون هذه التقنية، وعلمها الخبير في الإرهاب أن زار أزواد وعاد منه سالما، فلجأوا إلى التسجيل بفارق خمس ساعات عن البث لينجزوا ما يمكنهم إنجازه، في نصف دقيقة أو ثلثيها كما يدعي الخبير في الإرهاب أن زار أزواد وعاد منها سالما!!! (لدي نسخة من كتابه).الوجه الآخر، وهو الراجح، أن الفرق بين المباشر والمسجل فرق شاسع لا يتطلب إدراكه "خبرة" في الإرهاب مبنية على زيارة لمنطقة مضطربة.
ولو لم يكن الفرق شاسعا ومؤثرا في المتلقي لم تلجأ الجزيرة إلى خداع مشاهديها بكتابة "مباشر" على برنامج مسجل، ولما صرخ فيصل كعادته "معنا على الهواء مباشرة" وهو يعلم أن البرنامج سيبث بعد خمس ساعات! ولو لم يكن التسجيل يمنحهم التحكم في مجريات البرنامج للبّوا، وهم يسخرون، طلب ضيف لا يدرك، في مجال الفبركة والتلاعب، أن لا فرق بين المباشر والمسجل! ولمَا تعللوا أن ما يمنعهم عن تقديم البرنامج مباشرا هو صيانة استوديوهاتهم التي لا تزيد على أربعة!يورد الخبير في الإرهاب أن زار أزواد وعاد منه سالما، حجة أخرى لا يدركها سوى "الخبراء".. "ثم إنه ليس مستساغا أن يأمن المرء على حياته ونفسه [حشو!] ويسافر إلى عقر دار عدوه، ثم لا يأمن على كلمات سيقولها..."!!! عجيب فعلا، بالنسبة لمن لا يرى قيمة لكلماته... ولعل الخبير في الإرهاب والبث التلفزيوني، الذي يحاول للمرة الثانية ، أن يشعل نار التهدئة، من مكمنه، يفسر لنا لماذا ينزعج فيصل والكومبارس، إلى حد الصراخ، من انسحاب يعدونه هزيمة!!! ولماذا لم تكتب "علبة الكبريت" العاجزة تقنيا عن البث المباشر، على الحلقة التي انتصرت فيها على صورة، "مباشر"، أو "مسجل"، أو "مسجل- مباشر"!!!أما الأكبر والأصغر فهي علاقة رياضية "ليس مستساغا" أن يتلاعب بها من كان أبسلون [Epsilon] في مجال خبرته...