إن ما يتحدث عنه البعض اليوم من حين لآخر، من تمزق الوحدة العضوية للشعب الموريتاني، مجرد أوهام مبتدعة ونيات سيئة. لاأقول ما يجمع الموريتانيين أكثر مما يفرقهم، لكني أقول: لايوجد ما يفرق الموريتانيين، أليست وحدة الإسلام والأرض والمصير والشراكة في كل صغيرة وكبيرة، قواسم مشتركة؟ الكثير من أبناء جلدتنا لايهتمون بنتائج ومآلات الأقوال وحتى الأفعال، إذاكانت تدر عليهم بالنفع المادي، ما يجعل البعض يطلق العنان للقول دون النظر للقضايا ذات الا هتمام جامع. إن المشكل الذي نعاني منه عدم اكتراث الكثيرين، منا بقضية التواصل. إن مشكلة التواصل بين العنصر الواحد اصبحت مطروحة، أحرى بين المكونات المختلفة . فالقومية التي انحدرُ منها أصبحت لغة التواصل فيها غير ممكنة، نظرا للأخطاء السائدة ونفس الأمر ينطبق على بقية اللغات الثلاثة الأخرى. مشكل اللغة إذا: هو المشكل الأكبر لذا فإني أقترح إلزامية وحدة اللغة كي نكون مجتمعا منسجما ومتفاهما وبلا حاجة لترجمة كما هو حال العالم بأكمله. علينا أن نحتكم الى منطق ما ينفعنا من أمور عمومية، ونقفَ في وجه المتاجرين بثقافاتنا ولغاتنا الوطنية، وإلا فإننا سنكون مجتمعا قابلا للشرخ والانقسام بفعل أخطاء الترجمة. خيار آخر هو أن نتعلم كل لغاتنا الوطنية دون استثناء مع الوقت، لأنها أسهل علينا وأقل تكلفة من ما يصبوا إليه بعض المخربين الذين يطلقون الضجة، ثم مايلبث البعض منهم ان يختفي لتظهر قسمات أخرى رغم النسبة الأكبر العاملة في السر. إن الحديث عن اللحمة الوطنية في موريتانيا في هذا الوقت بالذات إنما يعبر عن إفلاس سياسي جلي وعجز فكري فاضح للنخبة المسيطرة على المشهد . إن من نصبوا أنفسهم سفراء الثقافة و مبتكري السياسة يتحدثون عن مخاطر الوحدة الوطنية التي تهدد المتحدثين عنها أكثر من غيرهم لأنهم صدقوا الأوكذبة بكثرة ترديدها. وبخصوص المتحدثين من خارج الواقع أقصد أولائك الذين لا يظهرون إلا على وسائط التواصل الاجتماعي ولأنهم في عالم افتراضي فهم يفترضون المواضيع ويعملون على الإثارة وتصديق التصورات في تغاض تام عن الواقع . وحدة موريتانيا أقوى من المتلاعبين بها سواء من كانوا، لأن للمجتمع من يحمي تماسكه ولا أجد أبلغ من أن له عنفقة (متت) شاء من شاء وأبى من أبى لأن الله شاء ، لأن المواطنة أرادت ،لأن المجتمع أقوى من كل السيئين ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا بمثلها . تحت رداء اللغة يغيب عدم التفاهم وبتساوي الفرص وغياب الغبن تمحي كل الفوارق بالنسبة للبلدان التي عرفت العنصرية كممارسة لا كأقوال كما هو الحال في موريتانيا بلد الكلام بعيدا عن الواقع والأحكام بالتسيس بدل الموضوعية . لا مستقبل لسماسرة المجتمع منذ التأسيس إلى اليوم كفا كفا.. لأن السيل بلغ الزبى . فالمتاجرة بالمجتمع ليست حديثة على بلدي للأسف الشديد . ما نتمناه هو أن تكون هناك محذورات عند الذين لا يعرفون حدود الحرية بسوء استغلالها. بطبيعة المجتمع الشفهي الذي يقول دون دليل ولم يعرف يوما تحمل المسؤولية لأقواله . أتمنى أن تكون هناك ثقافة قانونية خاصة في القضايا الكبرى كفى .. أدعاء على وحدة موريتانيا يرحمكم الله