سرد الرائد السابق في الجيش الموريتاني صالح ولد حننا، تفاصيل أول محاولة انقلابية يقودها ضد نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع سنة 2000 وتفاصيل العبور إلى المحاولة الثانية سنة 2003، وذلك ضمن شهادته على عصر الانقلابات بموريتانيا على قناة الجزيرة ظهر اليوم الأحد.
وقال ولد حننا، إن التخطيط بدأ في تسعينيات القرن الماضي، وذلك بعد اجتماع مصغر وتشكيل خلية ضمت أربعة ضباط فقط هم: الرائد، محمد الأمين ولد الواعر، الرائد محمد ولد عبدي، النقيب: أحمد ولد أحمد عبد، الرائد صالح ولد حننا) لتبدأ رحلة التخطيط للمحاولات اللاحقة للإطاحة بولد الطايع.
وأضاف ولد حننا، أن المحاولة الأولى فشلت قبل حوالي 48 ساعة من تنفيذها، بوشاية من ضابط استخبارات عسكرية، وانتهت المحاولة بالقبض عليه شخصيا في منزله وفصله من المؤسسة العسكرية بشكل كامل.
وأكد ولد حننا أن التنظيم الذي شكل في التسعينيات وقاد المحاولة الانقلابية الأولى، هو نفسه الذي قاد المحاولة الانقلابية الثانية سنة 2003، مضيفا أن قيادة التنظيم ظلت كما هي، حيث تولى هو شخصيا إدارة الملف رغم تسريحه من المؤسسة العسكرية، فيما تولى الرائد محمد ولد شيخنا الذي قال إنه انضم إلى التنظيم سنة 1999 إدارة الشق العسكري من داخل القيادة العامة لأركان الجيش.
واعتبر ولد حننا أن التنظيم بدأ في التوسع مباشرة بعد المحاولة الأولى سنة 2000، إذا انضم العديد من الضباط للتنظيم العسكري السري، حيث انضم الرائد عبد الرحمن ولد ميني ومحمد ولد سعدبوه في العام 2001 وتواصل انضمام العديد من الضباط بعد ذلك.
حلم الطفولة
وأكد ولد حننا أن قيادة انقلاب عسكري حلم رادوه منذ الصغر، وعلى أساسه دخل المؤسسة العسكرية، مضيفا أن فكرة قيادة انقلاب عسكري ظلت تراوده منذ انضمامه للمؤسسة العسكرية حتى الإطاحة بولد الطايع، مؤكدا أن الرتب العسكرية والمناصب لم تكن ضمن أولوياته خلال كل تلك الفترة "باعتبار أني أحمل مشروعا معالمه تتضح أمامي" يضيف ولد حننا.
فشل مخابراتي
وتحدث ولد حننا، عن فشل المخابرات العسكرية في الحصول على دليل قاطع بأن المجموعة التي اعتقلت سنة 2000 كانت فعلا تخطط لمحاولة انقلابية، مضيفا أنه وعلى إثر ذلك أفرج عنه رغم تسريحه من المؤسسة العسكرية، فيما احتفظ أغلب زملائه بمناصبهم العسكرية وواصل التنظيم عمله وخطته بنفس التشكيلة ودون تغيير يذكر.
الدور المحوري لولد شيخنا
كما تحدث عن الدور الذي وصفه بالمحوري للرائد السابق محمد ولد شيخنا في المحاولة الانقلابية الثانية سنة 2003، مضيفا أن التنظيم العسكري السري استفاد بشكل كبير من موقع الرائد محمد ولد شيخنا بقيادة أركان الجيش، حيث تولى ولد شخنا في تلك الفترة إدارة الأشخاص بقيادة الأركان، مردفا أن التنظيم استفاد من تحويلات الضباط والجنود بشكل كبير بحكم رئاسة محمد ولد شيخنا لإدارة الأشخاص بقيادة الأركان.
الجناح المدني
وقال ولد حننا، إن المحاولة الأولى سنة 2000 أكدت الحاجة لجناح مدني، وهو ما قال إنه بدأ التخطيط له بعد ذلك، مضيفا أنه شخصيا تولى الاتصال بالجناح المدني الذي تشكل من التيارين الناصري والإسلامي الأكثر نشاطا في الساحة حينها.
وأكد أنهم استفادوا كثيرا من حالة الاحتقان المجتمعي بفعل إقدام نظام ولد الطايع على التطبيع مع الكيان الصهيوني، وما خلفه ذلك التطبيع من غضب في أوساط المجتمع الموريتاني، وبين السياسيين.
القادة الفعليين
وختم ولد حننا الحلقة الثالثة من شهادته على "عصر الانقلابات العسكرية بموريتانيا" بالتأكيد على أن قيادة المحاولة الانقلابية الفاشلة سنة 2003 تولاها بشكل مباشر، هو شخصيا والرائد السابق محمد ولد شيخنا الذي يعد الأعلى رتبة والأهم موقعا حينها.
ويتطرق ولد حننا في الحلقة القادمة من شهادته على عصر الانقلابات العسكرية بموريتانيا، للمحاولة الانقلابية الثانية سنة 2003 بكل تفاصيلها وتداعياتها.