.jpg)
وكالة لعصابه الإخبارية : الانفتاح الديمقراطي أو المسلسل الديمقراطي أو مرحلة التعددية السياسية أسماء ثلاثة لحقبة واحدة . رفع السلطة ليدها عن المشهد السياسي ونهاية احتكار نظام الحزب الواحد أو حكم اللجنة العسكرية . كان ذلك في عام واحد وتسعين تسعمائة وألف. ربع قرن إذا من المسار الديمقراطي . أحزاب سياسية تعددت وتشكلت بمجرد تقديم ملف لدى إدارة الشؤون السياسية والحريات العامة بوزارة الداخلية . بضعة أحزاب سياسية أودع أصحابها ملفات للترخيص دافعهم حينها الشغف بالاستفادة من التعدية والقيم الديمقراطية ولم لا الوصول إلى الهيئات الديمقراطية المنتخبة من برلمان ومجالس بلدية ورئاسة للجمهورية.
عشرات الأحزاب السياسية الموالية والمعارضة أبرزها الحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي ومن والاه واحزاب المعارضة ومن سار في فلكها . لم تسلم الأحزاب خلال ربع قرن من الحل والحظر والتحفظ على قادتها وبل وسجنهم لمجرد اتهامهم بمحاولة " زعزعة النظام والاستقرار والأمن" أو التجمهر والتظاهر غير المرخص شماعة علق عليها النظام القائم إخفاقاته أو برر بها قرارات تفتقد للشعبية مثل خفض قيمة الأوقية أو زيادة أسعار الخبر أو المواد الاستهلاكية أو قمع مطالب اجتماعية أو حقوقية مثل ملف الإرث الإنساني الذي كان ذلك النظام مسؤولا عنه.
حصاد ربع قرن من الديمقراطية اختلفت الآراء حول تقييمه . فبين من يرون أن المسار الديمقراطي كان تأسيسا لمرحلة من الديمقراطية وفرصة للتعبير الحر عن الآراء والتطلعات والانتظام بحرية في أحزاب سياسية قائمة ببرامجها وأهدافها وبين من يرون أن السلطة اختطفت المسار الديمقراطي ولجأت إلى أسلوب الجرعة لتبقى مهيمنة على مفاصل التعددية بل وتجعل من الديمقراطية مجرد ديكور ظاهره حكم تعددي وباطنه استبداد وتحكم.
وفي المحصلة يطرح تزايد أعداد الأحزاب السياسية التي تجاوزت المائة نقاط استفهام حول مدى الجدية والحاجة لهذا العدد الكبير من التشكيلات السياسية التي يرى مراقبون أنها ليست ظاهرة صحية .
ربع قرن على المسار الديمقراطي في موريتانيا يتطلب تقييم المرحلة وإعادة النظر في الأسس التي أقيمت عليها العملية الديمقراطية برمتها مما قد يعني اختفاء عدد كبير من الأحزاب وزوال حزب الفرد وأحزاب السلطة وضمان التناوب على الأجهزة القيادية في هذه الأحزاب لتكون فعلا احزابا ديمقراطية ويكون المسلسل حرا وتعدديا. وكالة لعصابه الإخبارية .
