بعد أن نصب على تجار المخدرات بإسم الشرطة ينصب اليوم على المواطنين

أحد, 2016-01-24 13:09

في شبابه  و بحكم  أنه ينتمي لعائلة  كبيرة و معروفة  بالإقليم ، إستطاع  ولوج  جهاز  الأمن الوطني و إشتغل  في  أماكن حساسة داخل نفس الجهاز.مما خول له  ربط علاقات  كبيرة  و كثيرة  مع  تجار المخدرات و مشبوهين أخرين.

 

تمكن في ظرف وجيز  أن  يكسب ثقتهم ، ليس لخدمة الوطن  بإعتقالهم  طبعا  ،بل  للإستمتاع  بسياراتهم  الفارهة  و الرحلات  المجانية معهم  إلى إسبانيا بالخصوص.وهذا في مقابل  خدمتهم  وليس الوطن ،من  المنصب الذي تولاه حينها بكشف  الأسرار المهنية ،و إخبار  تجار الممنوعات  بتحركات  الفرقة  التي  كان يشتغل ضمنها.

مرت  الأيام تل و الأيام  و بدأت خروقاته  تنكشف و بدأ  رؤساؤه الشرفاء  يملون من  تصرفاته  الغير  العقلانية  و الخطيرة  و التي  ساهمت  في فرار الكثير من المبحوث عنهم  في قضايا خطيرة.

كان بريق  المال يعمي فؤاده  و بصيرته  و لم  يفكر يوما في عواقبه عليه أو على وطنه.

إحتراما لعائلته  الكبيرة و التي يشتغل  الكثير من  أفرادها  في خدمة الوطن  بإخلاص عكسه تماما ، تقرر وبهدوء تام  إنهاء  مشواره المهني...

إنخفضت مداخيله  التي  كانت  أغلبها هبات  من  المشبوهين ، و بحكم  إنتهاء مهمته معهم  و معرفتهم بأنه  أصبح ورقة خاسرة  إستغنو عنه.

إلتجأ إلى عائلته و حاول جاهدا  أن يبيع  قسطا من  الأراضي الشاسعة التي  يمتلكونها بشمال المغرب، ليستفيد منها ويشبع غريزته  في كل شيء ،لكنهم رفضوا و هذا ما جعله يدخل في  عداوة كبيرة معهم...

لم يستسلم  و قرر  البحث  عن المال الوفير  الذي إعتاده ،في مكان أخر ،كان يمتلك أسلوبا مقنعا  في الحوار وذكاءا لئيما ،إستطاع  إقناع سيدة مغربية تقيم في دولة  أوروبية الزواج منه ،وكان هدفه  الحصول  على وثائق الإقامة فيها  فقط،و تمكن من هذا  فعلا،ليطلقها بعد ذلك  مباشرة ،فهو غدار بطبعه.

لم يستطع  أن  يكون عاملا مياوما في المهجر  فالأمر لم يعتده  و  لن يدر عليه  من المال  بالحجم الذي يطمح
إليه  و بالحجم الذي كان  ينعم به في المغرب...

بدأ  يرتاد المساجد و يختلط  بالأشخاص المهمين فيها ،و بدأ  يواضب على الصلاة و يلبس  مثلهم  كما  أدلى لحيته ، ليس عن قناعة طبعا ، بل فقط ليحقق أحلامه التي  ضاعت  منه في المغرب  بعد أن كان  شخصا  يحسب له ألف حساب...حاول أن يرأس  جمعية من الجمعيات المساجد ،وهي بمثابة كنز في أوروبا ،و التي  يستغلها الكثيرون للإغتناء و لم  يستطع  لأن أهل ذاك الميدان  سبقوه حيلة و مكرا...

لم يستسلم ،وجد في المهجر أن المواطنين المغاربة  هناك بسطاء  و كرماء للغاية .لاحظ أن الكثير من الشباب و الشبات لهم  مشاكل  بين عائلاتهم و يعانون من  الأمراض النفسية كما إنتبه أن  عمل الرقاة و المشعوذين هناك مربح و مريح  نوعا ما.

قرر فجأة  أن يصبح  مساعدا إجتماعي ، للوهلة الأولى  وظف تجربته في سلك الأمن  و إستفاد منها  كثيرا...

ثم بدأ يتابع  أشرطة  الفيديو الخاصة بالرقاة  و طور بها مهاراته  و نجح  في  أن  يجعل لنفسه مكانا بينهم  لإعتبارات كثيرة  أولها أنه  لا يعرف اليأس في طريق بحثه عن الثروة...

هذه قصة  بقلم الغراب وكل تشابه للشخصيات فيها  من محض الصدفة (الله يسمح لينا) وهي تتحدث  عن رجل أمن  مغربي تحول إلى راقي في جنوب أروبا و شمال المغرب
الجزء الأول
يتبع