صمود بطعم الخيانة و الغدر .... مكشوف !
يفضل واحد منهم في حربه المكشوفة من وراء الأسوار ، إستخدام المنجنيق و تحريك الرماة و القذف بالسهام السامة و الغادرة ، لكنني أفضل المبارزة وجها لوجه بلا أقنعة و لا دروع ،لأن النبال قد تخطأ قطع الرؤوس وقد لا تشفي من مرارة الخيانة و الغدر و يتستر ورائها عادة الجبناء ، وربما علي الإنتظار الى حين لأنني وحدي من يحدد ساحة المعركة و ساعتها ونتيجتها الصادمة ، فالحرب مواقيت و أخلاق و سجال و صولات و جياد و صولجان بتار ، وقد علمتني أخلاقها أن لا أجهز على المريض أو الجريح أو الأسير حتى يبلغ مأمنه ، و إن حرب الأشقاء إذا إستعرت تدوم طويلا و تنزف كثير و أنا من أهل التقية ، ركاب لحراطين الذين ألتفوا حولي في ساحات أنواكشوط و قاعات المحاكم ، و جموع المهمشين و المحرومين و" المستغلين" الذين تدفقوا سيلا و سيرا على الأقدام خلفي ، من السجن الى البيت نساءا و رجالا شبابا و شيبا من كل الحركات الحرطانية ، يغمرونني بحبهم و عرفانهم هي التي لازالت تكبلني ، و من أجلها رفضت المساومة على الرقاب و القيود و فتح الأسوار ، ومن أجلها سأبقي أرفع سقف النضال من اجل إنتزاع الحقوق و الذود عن الكرامة و حفظ العهد و الأمانة ، من أجلكم فقط من أجل شعب لحراطين العظيم وقضيته العادلة و من أجل رفيق آخر أثق في نيته و صدق عمله وإخلاصه لشعبه ، أنتظر و أراقب فلست ممن يستعجل الهدم والخراب لأن التجربة علمتني أنه أيسر من من البناء .