الوقائع والحقائق... بعيدا عن التحليل والاستهتار / بقلم الصحفي : سيد أحمد أجيون .

أحد, 2015-12-20 21:28

الدرج مخلوكت رف----- يغير الدرج كربت فيل

ما يكدر حد إحشلفه ---- وحد أفلته يوقد فالسيل

ذاك ما قاله سلطان " الحوظ"  اعل ولد محمد محمود ولد أمحيميد، ذات يوم ربما تنبأ لعل وعسى... منطلقا من الواقع وحسب الحساب، لمن يجهل تاريخ هذه الأسرة المحاربة المسالمة بطبيعتها والعنيفة في رداتِ فعلها، وإشعارا لمن لم يشغلوا حيزا بين سطور التاريخ شفهيا كان أو مكتوبا ولو بكلمة .

وبعيدا عن العواطف وبشكل موضوعي وبتجرد تام فإن الوقائع والحقائق التاريخية، لما جرى من أحداث سواء على " كدية أنكادي أو"آكوينيت" وغيرهما، تثبت بشكل مفصل: أن ما قاله السفير والوزير حمود ولد أعل في هذا الخصوص لا لبس فيه.

فالمعروف لدرجة المسلمات، أن وجود مشظوف" وامتدادها الأفقي على مستوى "الحوظين" لم يحدث بمحض الصدفة، والأمير الأديب "الكفي ولد بوسيف" لم يذهب إلى أخواله في "تكانت" لأجل رحلة صيد برية، ولا لاكتشاف معالم "تكانت" العصية على الاندثار.

ذلك أن هذا الأمير رغم جراحه، فإن القوة والصراحة ظلا يرافقانه كيفما وأينما حل، فرغم أمجاده المسلوبة بقوة السلاح ومضاعفة الأعداد، فقد خلد المشهد بأمانة الأقوياء وشجاعة وبسالة من أبصر بين ظلال السيوف وصهيل الخيل، قائلا

خشم إدار وعكل آوكار... وكلب أنكادي ونواودار

دار فالكلب الي ندار ------- منهم روح ممكونة

بين الدخن أوكلب آكمار--- وجمل خشم كرون

إلى أن يقول :

لهروب الا كبل الحوك ----- أم روص المامونة

نختيروهم عن فم زوك  ----- غير الوطي مضمونة.

وكان من نتائج المرحلة أن تفرغ "الكفيه"  للأدب فأنتج ديوانا طافحا بحسرته من تقلبات الزمن، ربما لأنه لم يكن يتوقع أن يتجرع مرارة الهزيمة وهو حي.

لحت العين على تِوشات ------ وعلى بخواك ونزوات

ظلت دمعته مار كات----- لازمه تعرف لام

بهم تلتم ولا تلات ------ تلتم  إلى القيامة .

أما بخصوص من يريد إعادة المجد المغصوب فقد دون الكفيه بشكل حصيف و دقيق من تولى النفوذ بعده في هذه الربوع .

أسك عن تصريف القيوم ---- و سك يذاك التصروف

مشظوف أكبظ ملك واليوم ---- عتان مالكن مشظوف !

ورد عليه الجنبجي المشظوفي بسرعة البداهة

أصل الكفي ماه امحد -------- ألشكن التصروف

إيجمع وي حد ------ ول حد بعينيه إشوف

هذه الأشعار تروي للحاضر والمستقبل تفاصيل التحولات بكل تجلياتها، بعد أزيد من قرن ونصف من إمارة أولا أمبارك ذائعة الصيت، في موريتانيا بشكل عام وفي الشرق بشكل خاص.

ما يحز في القلب أن  "اولاد أمبارك"  الحقيقيين توفوا في الغالب بالرصاص إما بينهم أو دفاعا عن ملكهم واتساع نفوذهم .

أما من يحاولون اليوم درج أنفسهم بدل " خطري ولد أمحمد أو هنون ولد بوسيف الملقب ب "أمنج أظح" واللائحة طويلة ، فل يبحثوا عن قبيلة غير معروفة ومرصعة بالأمجاد والألقاب كي يكون الانتحال ممكننا.

ولا أجد أصدق ولا أبلغ من

أولاد أمبارك لولين ------ هم أو لاد أمبارك

أم أولاد ذو التالين ------ ألا أو لا أمبارك

أما بخصوص إمارة "مشظوف" سابقا والمشيخة اليوم ،الضاربة في العراقة والنُبل وشدة العظم، فإنها لا تزال قائمة بعاداتها وتقاليدها واعتباراتها وحتى بأسمائها وصفاتها ونفوذها، ولعل الكلمة الشهيرة للأمير أحمد محمود ولد أمحيميد

" هاتكُ الدول " حول الحدود الجغرافية الشاسعة انذاك من "أفام لخذيرات"  إلى  " فصال أنير"  تعزز الكلمة (الحوظ حوظن إلا ابقين نكفوه ويلابقين أنكعدوه) رغم كل المساعي في هيمنة الدولة والدولة فقط.

السفير والوزير والأمير الحاضر تساءل عن تقاصر الراوية المرحوم والصحفي المنتج عن من قدم الحماية للكفيه ؟ وعبرعن رغبة وترحيب جده الأمير أحمد محمود للتعايش بعد رفض الأول ... ليس إلا ؟ خاصة عندما تتبعوا أثره إلى "شنقيط" مرورا ب "تكانت" متناسين الأسباب الكامنة وراء هجرته المفاجئة عن أرض ألفها وكادت تتفتق طبيعتها بتنفسه.

وأما بخصوص إن عدتم عدنا فمن رَحل أو رُحِل فعليه التفكير بتقرير العودة أولا ثم محاولة أخذ ما هو مسلوب بالاعتراف والاستقرار.

ولمن كتب بالحروف أن صفحات من التاريخ كتبت بعد مضي عدة أشهر فأقول: إنه يقصد النسخة المعربة وأن الأصلية كتبت بلغة المثقفين الأوائل ما يعني أن من أرادوا حق الرد جميعا لا يفقهون في الفرنسية شيئا وربما هذا ما جعلني

من الذين كانوا يطالبون بتعريب

Les pages de l histoire

أما وقد وجدت فرصة شرف الحديث عن الدوق حمود ولد أعل، كما يلقبوه أقرانه والأمير بالفطرة مع الجزم أنه ليس ممن يُجهل، أو يُطعن في نسبه النقي،

ولا في عمله المتقن، فأكتفي بالقول : إنه مدرسة في الأخلاق والسلوك والمعرفة والموضوعية مع رصانة الأسلوب، والتفاني في خدمة الوطن لأنه من الموظفين السامين القلة، الذين انحازوا للمواطن والوطن في كل المراحل.

ولغير المُطلعين أقول : إنه لا يزال يقدم خِدماته لوطنه من موقف قوة واقتدار، رغم أنف الحسودين بضرورة قوة الكفاءة والخبرة.

ختاما أحمد الله أن كليهما أخوالي وأن قدري أن يكون لي هاتين القبلتين

 وأن التناوب كان بينهما على حكم "الحوظين " بعد هيمنة السودان

(مالي ) واستعادة الحوض من طرف "أولاد بحمد" وتركهم تأمر أولا أمبارك بسلاسة ودونما أي دخان حتى .

أرجو أن أكون قد قدمت كل ما يبغي في هذه القضية، وأن لا يتطلب ضعفُ الفهمِ والقريحةِ المزيد من الكتابة .

سيدأمحمد أجيون