بدعوة من وزير الخارجية الفنلندية شارك العلامة الشيخ عبدالله بن بيّه رئيس المنتدى العالمي لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة و مقره أبوظبي، في مؤتمر حول «المصالحات و الحوارات الوطنية » يقام في العاصمة هلسنكي.
و يضم هذا المؤتمر مجموعة من القيادات السياسية و الفكرية لنقاش تجارب المصالحات و السلم في العالم .
في كلمة افتتاح المؤتمر بدأ العلامة بن بيّه كلمته بإدانة الأحداث التي ضربت باريس يوم الجمعة الماضي، في موضوع آخر تمنى الشيخ أن تكون الانتخابات البورمية الأخيرة بداية لإنصاف الأقلية المسلمة المضطهدة منذ زمن طويل في هذا البلد .
و قد تمحورت كلمة العلامة حول دور المنظمات غير الحكومية في تحقيق السلام و المصالحات في العالم.
و أوضح أن عمل المنتدى يتركز على المجال الديني حيث أن الفئة المستهدفة لها فهم وتأويل خاص للدين، تتوكأ عليه وتبرر لنفسها وأتباعها ممارساتها التدميرية، فلذا فالمنتدى ينطلق أولاً من معالجة نظرية، تتعلق بنصوص دينية، لتقديم الدواء المضاد: الذي يتمثل في «نصوص مواجهة». ثم يقوم بترشيح التأويل الصحيح.
كما يعقد المنتدى ندوات ومؤتمرات، لتوثيق الصلة بالمراجع الدينية، لإعطائه الصبغة الأكثر ثقة ومصداقية.
كما يهتم المنتدى بتدريب الأئمة الذين يمكن أن يكونوا وسطاء، لهم مكانتهم في المجتمع و يقومون بدورهم، مع كل ما يكتنف ذلك من الصعوبات، و يهدف هذا التدريب إلى تكوين عقلية منفتحة على رؤية المشتركات، ومن هناك تتم مرافقة هؤلاء الأئمة في رحلة الدعوة إلى السلم سواء عن طريق وسائل الإعلام أو وسائل الاتصال، أو من خلال ندوات وورشات.
و قد اعتبر العلامة بن بيّه في ختام كلمته، هذا المؤتمر والأنشطة المماثلة له فرصة للعمل معاً و تبادل الخبرات والتجارب، ولتعلم كيفية استغلال طاقات المجتمع المدني، لنشر ثقافة السلم والحوار. و لحرمان الفكر المتطرف من الحواضن الشعبية.
وبهذه المناسبة حث الحكومات للانخراط في العمل الثقافي، باعتباره أهم وسيلة لمكافحة الإرهاب والتطرف، كما جدد الدعوة لتخصص ميزانيات للسلام كما تخصص موازنات للحرب.
بعد كلمته تم فتح الحوار بين العلامة بن بيّه و المشاركين في المؤتمر حيث تناولت الأسئلة موضوعات السلام و الأقليات في العالم و أسباب العنف في المجتمعات وكيفية مكافحته.
المصدر: موقع الشيخ عبد الله ابن بيه