في ثمانيات القرن الماضي ,وحين ماكانت الجميلة بيروت تلملم جراحها بعد اجتياح شارون 82 ,وكان من بين شروط الهدنة خروج المقاومة الفلسطينية من التراب اللبناني,سألت الصحافة اللبنانية أبو عمار وهو يمتشق سلاحه وابتسامة الأمل والنصر تعلو محياه سألوه إل أين المسير؟؟ فأجابهم فلسطين.
وفي سفينة بحرية غازلتها امواج بحر بلاد الأر ز انطلقت المقاومة الفلسطينية نحو تونس الخضراء ,فما أصعب أن تتوارى مسافات عن وجه فاتنتك فلسطين القضية والأرض وشعب الجبارين القابض على جمر الحرية ,من تونس الخضراء كما غور الأردن كما لبنان ظلت المقاومة الفلسطينية مشتعلة ومتقدة بقيادة المتدثر أبدا با الكوفية ولباس الثوار أبو عمار,.
لتفقد المقاومة هناك عبر عمليات جبانة للموساد الإسرائلي القيادين أبونضال وأبوجهاد,لتعزف المقامة بقيادة الختيار ابوعمار وايام فتح العز والكرامة على وتر الإنتفاضة الأولى أيام ألهبت مشاعرنا بطولة أطفال الحجارة وبسالة الشيخ المقعد المجاهد شيخ المقاومة الشهيد أحمد ياسين.
واصل ياسر عرفات النضال والإستماته للقضية الأم التي تزوجها ونذر لها حياته ومن علياء الأمم المتحدة خاطبهم بلغة عربية واضحة لاتسقطو غصن الزيتون من يدي ,لتتوالى الملاحم لطائر الفينيق كما يلقبه الكيان الصهيوني بعد أن حاول اغتياله مرات ومرات ,وكان عرفات يخرج متهللا مبتسما والكوفية تعلو رأسه المناطح دوما للسماء.
العودة لفلسطين ,حين مادخلتها المقاومة الفلسطنية على وقع الورود وعطور وبخور غزة وسجدة الشكر وتقبيل التراب الغزاوي من ابوعمار,لتبدأ رحلة جديدة للمقاومة والمفاوضات بعد أن مات جمال عبد الناصر وصدام حسين ولم يبقى للقائد أبو عمار سوى اقزام القادة العرب ليدخل الجميع في مرحلة التفاهمات السياسية .
ماغير أبو عمار جلده وماباع القضية الفلسطينية ,حتى وهو يحاصر في كامب ديفيد من قبل بيل كلينتون والإدارة الأمريكية اعلنها قوية مجلجلة لالبيع القدس والتنازل عنها.
ليبدأ حصار المقاوم الثائر في المقاطعة برام الله وحينا تزوره كميرات الصحفيين يغضب قائلا فلتذهبو إلى كنيسة المهد التي تحاصر ويقتل أبنائها.
ذاك الحصار للكنيسة الذي كتب شهادة ميلاد الصحفية في الجزيرة جيفارا البديري ,مع الكبيرين وليد العمري وشرين أبو عاقلة.
أبو عمار داعب محمد كريشان في حوار صحفي مذكرا اياه بتاريخ النضال من تونس ووقفة الصحفيين توانسه معه.
مؤكدا في ختام المقابلة وهو يدرك أن الرحيل قد أزف أنه سيكون شهيدا وليس أسيرا أو قتيلا.
زرع أبوعمار في نفوس الفلسطنين والعرب والمسلمين عقيدة الإيمان با الوطن والدفاع عنه والإستماته في حبه حتى اخر رمق.
كانت فتح أبو عمار تعني الكرامة والعزة والمقاومة ,قبل أن تحيد عن خطها وتنسلخ من البعد النضالي الذي خطه القائد عرفات.
يرحل أبو عمار بعد أن دس له السم من يد خؤنة نادمت الغدر والخيانة ,دون أن تغيب فلسطين الشعب والأرض عن وداع الختيار في مساء حزين باكي ومدمي لقلوب شعب الجبارين بعد أن توارى عرفات ملوحا بيده مودعا الارض والشعب.
وتاركا تاريخ من المقاومة والتأكيد على وحدة الشعب الفلسطني وتياراته ....ماستطاع قادة فلسطين بعده أن يسيرو في ركابه ويحافظو عليه .
وإن لم تبقى سوى الذكرى والذكرى لتاريخ رجل نادم البندقية والزناد وعشق فلسطين واشبالها وزهراتها الذين سيحررون القدس ومساجدها وكنائسها
رحم الله أبو عمار الخالد