ترأس رئيس حزب اللقاء الديمقراطي الوطني، ذ. محفوظ ولد بتاح تجمعا جماهيريا للمنتسبين الجدد لحزب اللقاء بعين الطلح بمقاطعة تيارت، ناقش خلاله مع هؤلاء المنتسبين الجدد مختلف الجوانب السياسية والإقتصادية والإجتماعية بالبلد..
استهل بكلمة للنائب الأول لرئيس الحزب: الوزير محمد ولد العابد، الذي تحدث للحضور عن واقع البلاد ومهزلة الإستيلاء على السلطة بالقوة، على حساب الإرادة الشعبية، مؤكدا أن كل عسكري طامح للسلطة، هو سياسي مسلح، يستخدم السلاح للوصول إلى السلطة، منددا بسلسلة الإنقلابات، التي قال إنها تتخذ في البداية لبوسا مصلحيا كاذبا وتدعي إنقاذا من براثين عسكري كان مهيمنا، سرعان ما يتبدى المنقلب (بالكسر)عليه بأنه مجرد نسخة مكررة من ذلك النموذج السيئ المطاح به.
وأوضح ولد العابد أن أي تغيير، سيكون المستفيد الأول منه، هو الشباب، الشيء الذي يفرض عليه الدخول في معركة التغيير السلمي، مذكرا بأن من لم يهتم بأمور المسلمين، فليس منهم.
وأو ضح الوزير ولد العابد أنه هو وبقية قيادة الحزب لم يؤسسوا حزب اللقاء من أجل مصلحة شخصية، وإنما امتثالا للمقولة السابقة، مؤكدا أن المستفيد والمستهدف من أي تغيير، هما: الشباب والنساء.
تناول الكلمة بعده عضو المكتب التنفيذي: السيد عثمان ولد الطاهر، الذي ذكر بطاعة قوم فرعون له، رغم استخفافه بهم، مؤكدا أن السكوت على الحكام الظالمين، هو تكرار لهذه الحالة المرفوضة شرعا وأخلاقا.
الرئيس محفوظ ولد بتاح، قدم عرضا، تمحور حول مشكل الحكامة والصعوبات التاريخية لقيام دولة في هذه الربوع، محددا المخاطر، التي قال إنها تتمثل في أطماع الجوار وسلسلة الانقلابات، التي قال إنها صارت تمثل أكبر تهديد لبقاء الدولة ككيان، محددا رؤية الحزب للرهانات، التي قال إنها تمثل الضمانة الحقيقية للتنمية بالبلد.
فبخصوص الدوافع التي دفعته وزملاءه في القيادة إلى تأسيس الحزب، أوضح الرئيس بتاح، أن التاريخ يؤكد عجز الموريتانيين عن تشييد دولة في هذه الربوع، رغم تجانسهم ووحدتهم الثقافية واتصال رقعتهم الجغرافية.. فأقصى ما وصلوا إليه، هو: مجموعة إمارات ومشيخات متعددة ومتناثرة، لذا - يقول رئيس حزب اللقاء- فإن الحفاظ على هذه الدولة، هي أولوية الأولويات بالنسبة للجميع، ذلك أن الدولة هي وحدها القادرة على توفير العلاج والتعليم والأمن.. لكن هذه الدولة يواجهها خطران، هما:
1- عدم تسليم دول الجوار باستمرارية الدولة الموريتانية، التي أصبحت تمتلك ثروة معدنية وسمكية وبترولية وغازية هائلة، وبالتالي فهذا الجوار يتصيد الفرص للانقضاض عليها وافتراسها، مشددا على أن النواقص الحالية، أرحم من الدخول تحت سلطة من الجوار، ستصبح غاشمة ولا إنسانية.
2- سلسلة الإنقلابات، التي قال إنها وضعت البلد على كف عفريت، حيث صار كل من هب ودب عند ما يسيطر على السلاح، يصبح قادرا على أن يفرض نفسه رئيسا للبلد، الشيء الذي يخلق مخاطر، جمة، منها عدم ضمان تماسك الجيش خلال أية محاولة انقلابية قد تحدث مستقبلا، مذكرا بما حدث خلال انقلاب الثامن من يونيو 2003.
وشدد الرئيس محفوظ ولد بتاح على ضرورة أن يلعب الجيش الدور الحقيقي الذي من أجله أنشئ وصرفت عليه مبالغ ضخمة من أموال الشعب، والمتمثل في حماية البلد وليس توجيه ذلك السلاح إلى صدور المواطنين وأخذ البلاد رهينة من طرف طغمة عسكرية بقوة السلاح ذاك، موضحا أن الديمقراطية الحقيقية، هي البديل العملي، لأنها تكرس مرجعية الشعب وترسيخ دوره، المتمثل في كونه الجهة التي تمنح السلطة أو تحجبها عن أي شخص، بغض النظر عن لونه أوجنسيته أوجهته.
وندد رئيس حزب اللقاء خلال كلمته بما أسماه: الإستيلاء على مقدرات البلاد من طرف أولئك الذين استولوا على السلطة بالقوة، الشيء الذي خلق حالة من الفقر المزري، ودفع بالبلاد إلى المؤخرة، موضحا أن الدول التي كانت في الستينات أفقر من موريتانيا- مثل كوريا الجنوبية- أضحت اليوم في المقدمة، لانها اهتمت بالتعليم وببناء الإنسان بوصفه أهم ثروة لأي بلد يسعى إلى التقدم والتطوير.
وذكر ذ/ بتاح بثلاثة مبادئ، قال إنها شرط لأي تنمية جادة، ولا بد لأي شعب من كسب رهاناتها، وهذه الرهانات، هي:
- كسب رهان العلم: موضحا أن أي شعب جاهل لا يمكنه أن ينهض، مذكرا بالواقع المزري، الذي يعيشه التعليم في موريتانيا، التي لا يحصل كل مائة تلميذ يدخلون الابتدائية فيها على الباكلوريا، سوى 14 فقط في أحسن الأحوال، حيث تسقط 50 في المائة في الابتدائية ونحو ذلك في الاعدادية.
وهذه ال14 في المائة، التي تدخل الجامعة غالبيتها لا يجدون أي عمل وهو ما يمثل أكبر خسارة للبلد، من خلال هدر الطاقات البشرية للبلد، بفعل الواقع المزري للتعليم في البلد، لذا لا بد من تعليم جيد كما وكيفا، لكسب رهان التنمية.
- الرهان الثاني، هو رهان العمل، مذكرا بأن نسبة خمسة وسبعين في المائة من الشعب الموريتاني، هي شباب، تحت سن الثلاثين، 86 في المائة منهم تخرج من المدرسة خلال محطات الدراسة، دون الحصول على الباكلوريا .. ومن حصل عليها 75 في المائة منهم لا يحصلون على أي عمل.. لذا يقول ذ/ بتاح، لا بد من كسب رهان العمل، للوصول إلى تنمية حقيقية. الرهان الثالث، هو: رهان احترام الثروة الوطنية وكذلك الشأن العام، مذكرا بأن تعويل الحكام الانقلابيين على استسلام الشعب، هو الذي شجعهم على الإستيلاء على ثروات البلاد ونهبها لصالحهم هم ومحيطهم الضيق.
وقدم رئيس حزب اللقاء نموذجا لذلك، والمتمثل في تبديد المداخيل الهائلة، التي حصلت عليها البلاد خلال السنوات الأخيرة، بفعل الصعود الكبير في أسعار الحديد والذهب والسمك، والتي قال إن النظام بددها وترك البلاد في حالة إفلاس مزرية.
وطالب الرئيس بتاح الشباب والنساء بضرورة الانخراط في هموم البلد ورفع التحدي عن كاهل الشيوخ، الذين يتحملون الكثير، فالشباب والنساء، هما المستفيدان من أي عملية تغيير قد تشهدها البلاد مستقبلا.