تابعت عبر وكالة لعصابه الإخبارية كلمة رئيسة منتدى المجتمع المدني بلعصابه السيدة، زينب بنت سيديني خلال كلمتها الافتتاحية للأيام الثقافية والرياضية التي ينظمها المنتدى بمدينة كيفه ولفت انتباهي التأصيل المتميز والنوعي الذي قامت به السيدة زينب سيديني لضرورة وجود المدرسة الجمهورية كخيار وطني .
لقد جعلت زينب سيديني الموضوع في قالب زماني ومكاني مبهر ، وسياسي نوعي اظهر مدى قدرتها على جعل المواضيع الكبرى في قالب يتسامى عن الصراع السياسي دون أن تهمل خلفيتها السياسية بشيء من النباهة والذكاء السياسي غير الممجوج وذلك من خلال أن الحديث اخذ رمزيته من مدينة كيفه مكانيا وفي بداية المامورية الثانية لرئيس الجمهورية زمانيا ، وبعيد استحقاقات مشحونة سياسيا .
ابرزت المتحدثة " بنت سيديني " ضرورة الإرادة السياسية في خلق ارضية للتوجهات الوطنية واعتبرت أن الإرادة السياسية الجادة والقوية التي عكستها تأكيدات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في أكثر من مرة حول تكريس المدرسة الجمهورية واقعا قائما أتى في سياق مدرك لضرورة تحويل الاختلالات إلى نقاط مشرقة ، والأمل إلى واقع بإقرار المدرسة الجمهورية بعيدا عن احلام الساسة في مزاد الوعود والعهود .
كما " اشارت " أن إرادة سياسية متينة وحاسمة تؤسس لمشروع وطني جاد ستقضي مع الوقت على اختلالات بنيوية راكمتها تجارب السنين وارتجالية الخطط الاصلاحية التي لم تراعي الخصوصية الوطنية ماقبل اقرار المدرسة الجمهورية من طرف " صاحب الفخامة " كمنهج اصلاحي وطني قبل أن يكون انجازا لنظام بذاته ، فالمشاريع الوطنية التي تبقى مع الوقت هي تلك التي تؤسس للحاضر وترسم ملامح المستقبل كالمدرسة الجمهورية نموذجا ، وهو ما أشارت إليه حين بلورت مداخلتها في رباعية كانت كفيلة بأن تجعل المتلقي يتوق ليواصل الاصغاء تأصيلا واستنتاجا لما ذهبت إليه " حيث ركزت على " تربية الطفل كعامل تأثير وذهبت في ذلك إلى أقوال الفلاسفة ، و ظروف تنشأته كعامل نفسي و أهمية الزي المدرسي كممحاة للفوارق ،و المعلم كركيزة لأي اصلاح تعليمي ، وليبرالية التعليم كعامل ساهم في خلق الاختلالات وضعف المخرجات " ...
هذه العناوين عقبتها المتحدثة بشيء من التفصيل جعل مداخلتها واحدة من اهم واكثر المداخلات التي سمعتها تبريرا لوجود المدرسة الجمهورية من جهة، بل تكاد تكون في القاموس السياسي مرافعة سياسية تميل للواقعية الممزوجة بقيمة الانجاز و القراءة التربوية القوية لاقناع المشككين في القدرة على تحقيق هذا التوجه مع الوقت .
لقد كانت مداخلة " بنت سيديني " من وجهة نظري جوابا شافيا لسؤال كثيرا ما يثار في الفضاءات العامة ، لماذا شكلت المدرسة الجمهورية خيارا وطنيا ؟ فهي وفق مداخلتها ضرورة للقضاء على الفوارق الاجتماعية والاقتصادية ، نهج لبناء فضاءات يتساوى فيها الجميع لينشأ جيل ينشد العدالة والتآخي ويطمح لوطن يسع الجميع من خلال المدرسة الجمهورية .
ما اردت التنبيه عليه في هذه الكلمات أن التوجهات الكبرى تحتاج من يتحدثون فيها بواقعية وتشخيص سلس قبل ان تكون واقعا تحيطه الدعاية المشبوهة لغياب من يستطيعون ابراز اهميته وتبيان ايجابياته بالمنطق والأسلوب والحجج والتبيين المفيد .
بقلم / الصحفي ، الشيخ المهدي النجاشي