أيها العلماء ، الصحوة تحتاجكم هنا على وسائل التواصل الاجتماعي ..!!

ولى الزمان الذي كان فيه منبر الخميس في جامع الذكر تغلق الشوارع الرسمية من كثرة الوافدين لمحاضراته، فلم يعد للمحاضرات الميدانية رواد ميدانيون كثر، و حتى الشيخ ولد سيدي يحي الداعية العلامة الرباني المميز، لم تعد محاضراته تشهد الزخم الذي كانت تشهد.

لقد تحول المشهد الميداني إلى مشهد افتراضي، و تحول الشخص الواقعي إلى شخص افتراضي، و لنقل بكل تجرد لقد حل الهاتف محل العين و الأذن، فمن يريد أن يُسمع و يُرى فليأت من خلاله.


إن الواقعية منطلق أساسي للفهم و التوصيل، فكما أن العلماء بوبوا على فقه الواقع. فكذلك نحن الآن أمام مجتمع الواقع.

أيها العلماء

إننا نحتاجكم، 
نحتاج علمكم و سمتكم و حكمتكم و حضوركم و مروركم أمام أعيننا و في ساحاتنا التي نتواجد فيها.

لا يكفي أن تسجلوا لنا محاضرات، و لا أن تعولوا على نشر محاضراتكم من خلال فلان أو علان، فمن يسيطرون على المشهد هم مشاهير الفلس، و ما أدراك ما مشاهير الفلس!

نحتاج الشيخ محمد الحسن و الشيح محمد ولد سيدي يحي حفظهم الله و غيرهم من العلماء، نحتاجهم مباشرة في وسائل التواصل الاجتماعي و بنفس الطريقة التي يتواصل بها المجتمع الجديد.

نحتاج لحساباتهم في هذا العالم الافتراضي و بثوثهم المباشرة، فتلك الحسابات و البثوث هي منابر  اليوم التي حلت محل منابر الأمس المهجورة.

تكلموا لنا بلغة واقعنا، فقد بلغ السيل الزبى.

الشباب و الفتيات لا يسمعون من خلال الوسائل التقليدية، فهم 24/24ساعة تقريبا. في و مع و بجنب الهاتف، و لاشيئ يصلهم إلا من خلاله.

إن كان الحساب له دخل من خلال عدد المتابعين فلتكن حسابات العلماء هي الأكثر دخلا و متابعة.

قد يقول القائل كيف يستساغ أن نجد عالما يبث بثا مباشرا على وسائل التواصل الاجتماعي؟

و نقول له:
و لمن يوجه العالم كلامه إذن، أليس للعامة؟
و أين هي عامة الناس، بل و خاصتهم؟ الجميع هنالك  في الهاتف،

إن بثا مباشرا لعالم يمكنه أن يدخل آلاف البيوت و يخترق مسامع و نظرات مئات الآلاف من الشباب خلال دقائق.

إن الصحوة الآن تحتاج أن تكون في وسائل التواصل الاجتماعي بعلمائها و روادها حتى تأخذ مسارا موازيا لذلك الضياع الذي تعيشه مجتمعاتنا اليوم.

تصوروا أن بثا مباشرا لأحد أصحاب المحتويات المنحرفة، يتابعه في نفس اللحظة مئات الآلاف و هم جلوس في بيوتهم و حتى في وقت متأخر من الليل.

لقد أصبحت ظاهرة مشاهير محتويات اللامبالات(إن صح التعبير)، أصبحث تحل محل "المرشد الإجتماعي" للمجتمعات، و بئس المرشد.

فليخرج لنا العلماء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مرشدين و واعظين و ناصحين،  عندها سيستفيد المجتمع أكثر و يسمع أكثر و سيعيش العلماء واقع مجتمعاتهم كما هي، و يدركون مكامن الخلل بشكل مباشر و يقومون بواجبهم الإرشادي الذي هو أهل لهم و هم أهل له.

فبادروا أيها العلماء الفضلاء، فإن رعيتكم ها هنالك  و الصحوة تحتاجكم هنا على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من أي مكان آخر.

القصطلاني إبراهيم