الوطنية لمنتجات الألبان :مشروع مجتمعي،ونموذج مثالي للقطاع الخاص

زرت في ما مضى بنواكشوط  مقر الشركة الوطنية لمنتجات الألبان ومشتقاته وبحكم جولة داخل المقر  في مهمة شخصية قررت أن اكتب عن هذا الإستثمار الذي شكل نقلة نوعية في قطاع انتاج الالبان وساهم في امتصاص البطالة وتطوير القطاع الخاص .
وبمناسبة شهر نفمبر المجيد الذي عادة يكون مناسبة لتكريم المتميزين من شخصيات اعتبارية ووطنية من القطاعين العام والخاص أرتأيت أن أعبر عن ما رأيته مساهمة في ابراز التجارب الناجحة وانصاف المخلصين للوطن  ولو من باب تسليط الضوء على حقيقة ماثلة مفادها أن هذه الشركة التي انطلقت منذ سنوات باتت اليوم مساهما وطنيا كبيرا في عملية الانتاج والتشغيل ورعاية آلاف المشتغلين بمجالها .
وأنا على يقين أن جهود هؤلاء المستثمرين ستكون محط اهتمام كبير  من طرف الجهات العليا في البلد لما تقوم به " الوطنية لمنتجات الألبان " ومديرها محمد الطيب ولد محمد الأمين ولد أخيار  من جهود كبيرة انعكست ايجابا على التحسين من واقع الشغيلة في القطاع الخاص وعلى الصناعة الوطنية على وجه الخصوص .
وبما أن  شهر نفمبر المجيد فرصة لإبراز الانجازات التي تحققت في عدة مجالات فإنني أردت ان انتهز هذه  الفرصة الوطنية  للكتابة عن هذه   الجهود الكبرى  التي قامت و تقوم بها " الوطنية لمنتحات الألبان ومشتقاته "   لتثمين ذلك ولإبراز مكانتها اللائقة  كشركة ذات أبعاد وطنية كبيرة بعيدا عن  كونها شركة ذات رأس مال خصوصي ، لما بذله القائمون عليها من جهد حتى أصبحت واحدة من أبرز الأستثمارات في البلد  أهمية على الانتاج الوطني ، وعلى الشغيلة وتوفير منتجاتها بجودة عالية وبأيادي وطنية اشتغلت عليها هذه الشركة حتى صارت نموذجا في مجالاتها وعلى رأس هؤلاء المستثمرين والإداريين  مديرها الخلوق والبسيط، والعطوف على الضعفاء، والرجل الوطني المخلص السيد، محمد الطيب ولد محمد الأمين ولد أخيار .

من أبرز ما لفت انتباهي في هذه الشركة النموذج هو الاستثمارات الكبيرة التي بذلتها في تطوير وترقية مصانعها وحرصها الدائم على جودة منتجاتها واتباعها لمعايير السلامة واستخدام آخر التقنيات الحديثة في عملية التحضير والتصنيع وحتى التسويق .
إن الزائر  لهذه الشركة سيدرك لأول وهلة أنها  ليست شركة انتاجية وتجارية فحسب بل هي مشروع وطني واجتماعي وإنساني يشكل واحدا من أكبر  جيوب الاحتضان والانفاق على مئات ابناء وآباء الفئات الهشة من خلال توفير فرص عمل دائمة لهم حيث باتت ملاذا آمنا لهم إذ توفر لهم فرص العمل وتمنحهم من ريعها باليوم والشهر والسنة إيمانا من القائمين عليها أن الاستثمار الاقتصادي لايقل أهمية عن الاستثمار في الإنسان ، وأن تشغيل شخص من كل عائلة ضعيفة هو عامل استقرار اجتماعي لأن الاسرة هي نواة المجتمع والزائر لمقر هذه الشركة سيلاحظ أنها لاتهدف إلى تسويق منتجاتها كأي شركة أخرى وإنما تسعى إلى خدمة الوطن والمجتمع والإنسان من خلال مئات العمال والأسر الضعيفة التي تستفيد من ريع هذه الشركة بشكل مباشر ، " إضافة " إلى فرص العمل الوثيقة بانتاجها حيث تشكل إطارا عمليا دائما لمئات المشتغلين في مجال الألبان والسائقين والإداريين والحراسة و حاملي الشهادات العليا من مختلف التخصصات كل ذلك في جو من العمل واحترام المعايير وتزويد السوق بمنتجات وطنية باتت تنافس على المستوى الإقليمي ويتحاوز صيتها البلد كأول شركة موريتانية ذات منتج محلي بمعايير عالمية وبأيادي وطنية تجاوزت السوق الوطني خدمة وجودة واستمرارية .
إن تجربة شركة الوطنية لمنتجات الألبان ومشتقاته تستحق منا جميعا التثمين والإشادة  ، كما تستحق أن تجعل على قائمة الشركات المكرمة في شهر نفمبر بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال الوطني لما تبذله من جهود في امتصاص البطالة وتقوية الاقتصاد وتطوير الصناعة والمنتجات الوطنية منذ تأسيسها وحتى اليوم .
كما أن تجربتها الناجحة في التسيير والتطوير ومواكبتها لتحولات الصناعات والانتاج تجعلها واحدة من ابرز وأهم الشركات الخصوصية التي أخذت من خلال مساهماتها طابعا وطنيا بعيدا عن صنعة القطاع الخاص وهو النهج الذي يجب ان تنتهجه باقي الشركات الوطنية الأخرى .
بقلم : الشيخ المهدي النجاشي / صحفي