أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، يوم السبت في مدينة كيفة، على تدشين مخزنيْن مركزيَّـيْن للمفوضية في وسط البلاد بسعة 30.000 طن، ضمن مشروع تعزيز القدرة التخزينية للبلد.
وقطع فخامة رئيس الجمهورية الشريط الرمزي، وأزاح الستار عن اللوحة التذكارية للمخزنين، إيذانا ببدء استغلالهما، كما تابع شروحا قدمتها له معالي مفوضة الأمن الغذائي، حول حجم القدرة الاستيعابية لشبكة المخازن الجديدة، وتوزعتها الجغرافية في مختلف ولايات الوطن.
وتجول فخامة الرئيس في المخزنين الجديدين، واطلع على لوحة إشهارية تبرز خصائص المنشأتين وملحقاتهما الإدارية، وتوزعة شبكة المخازن الجديدة على عموم التراب الوطني، كما تابع صاحب الفخامة شروحا قدمتها له معالي المفوضة حول حصيلة عمل المفوضية، على عموم التراب الوطني، وفي ولاية لعصابة خلال السنوات الخمس الأخيرة تطبيقا لتعهدات فخامة رئيس الجمهورية.
وتندرج منشأة التخزين الجديدة في كيفة، ضمن مشروع تعزيز قدرة التخزين لدى المفوضية، والذي يجري في إطاره، تشييد 33 مخزنا جديدا في عموم الولايات، بقدرة تخزين استيعابية تناهز 135.000 طن، وهو مايمكن من رفع القدرة التخزينية الحالية للمفوضية بنسبة %107، بتكلفة إجمالية قدرها 452.910.448 أوقية جديدة، وتتقدم الأشغال فيها بنسبة %80.
وبتدشين هذين المخزنين في كيفة، بسعة 30.000، ستتمكن المفوضية من تلبية احتياجات الولايات الشرقية والوسطى في تخزين المواد الغذائية، من خلال هذا المخزن الكبير والذي يعتبر الأول من نوعه داخل البلاد، وسيلبي الاحتياجات المتزايدة للبرامج الاجتماعية للدولة والتي تعتبر مفوضية الأمن الغذائي ذراع الدولة في مجال تنفيذها.
وقد ألقت معالي مفوضة الأمن الغذائي السيدة فاطمة بنت خطري، بهذه المناسبة، خطابا هاما هذا نصه:
"بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم،
فخامة رئيس الجمهورية،
السيدة الأولى،
أصحاب المعالي الوزراء،
السيد الوالي،
السيد رئيس جهة لعصابة،
السيد عمدة بلدية كيفة،
السادة المنتخبون،
أيها السادة والسيدات،
إنها لمناسبة سعيدة أن نلتقي اليوم في عاصمة لعصابة في محطة أخرى من محطات الإنجاز والبناء، الذي تقودون يا فخامة الرئيس قاطرته بنجاح منذ تسلمكم مقاليد الحكم في البلاد، فقد شهد البلد في عهدكم الميمون إنجازات في مختلف المجالات، وكانت النظرة الاستراتيجية، والبعد الاستشرافي، من أهم ما ميز الإنجازات في مجال الأمن الغذائي، حيث تم تنفيذ عديد البرامج والتدخلات الاجتماعية الهامة والتي كان لها انعكاسها الإيجابي على الظروف المعيشية للمواطنين وخاصة من ذوي الدخل المحدود، وهو ما ساهم بشكل فعال في تجنيب مواطنينا المخاطر المرتبطة بانعدام الأمن الغذائي، والتي فاقمتها أزمة كوفيد19 والظروف الدولية والإقليمية الضاغطة، بفعل موجات الجفاف والحروب والاضطرابات في سلاسل التموين وما خلفته من ندرة في المواد الغذائية.
ولقد نجحتم يا صاحب الفخامة في تجنيب مواطنيكم المخاطر المرتبطة بتلك الأزمات، بفضل حزمة البرامج الاجتماعية الهامة التي تم تنفيذها خلال السنوات الأخيرة تطبيقا لتوجيهاتكم النيرة، وإن حجم الإنفاق الكبير في المجال الاجتماعي؛ تحسينا للظروف المعيشية للمواطنين، وتعزيزا لصمود الطبقات الهشة، لبرهان ساطع على وفائكم بعهدكم للمواطنين، ومؤشر على حجم العناية الممنوحة لهم من طرفكم، وهو ما جعلهم يعبرون بشكل عفوي عن تمسكهم بكم رئيسا للجمهورية؛ سعيا لاستمرار مسيرة البناء والنماء في ظل الأمن والاستقرار تحت قيادتكم الرشيدة، وقد أكد المواطنون حقيقة استفادتهم الكبيرة من تلك البرامج الاجتماعية عندما حاول بعض المشككين التقليل من أهمية تلك البرامج فكانت تصريحات المواطنين حقيقة ناطقة، وبرهانا ساطعا بأهمية تلك البرامج المنفذة لصالحهم.
فخامة رئيس الجمهورية،
أيها السادة والسيدات،
إن المشروع الذي تشرفون اليوم على تدشينه، والمتمثل في منشأتين للتخزين بسعة 30 ألف طن في مدينة كيفة، بعد إشرافكم يافخامة الرئيس على تدشين المرحلة الأولى من شبكة المخازن الجديدة نهاية العام المنصرمفي مدينة ألاك، يكتسي بعدا استراتيجيا، فالأمن الغذائي عماده الإنتاج الزراعي وركيزته التخزين الآمن للمواد الغذائية.
ولئن كان للمخازن التي يجري تشييدها والتي اكتملت الأشغال فيها خلال الفترة الماضية، أهميتها الكبيرة، فإن منشئات التخزين في كيفة تكتسي طابعا خاصا، حيث تصل السعة الإجمالية للمخزنين الجديدين 30 ألف طن، وهو ما سيجعل من عاصمة لعصابة نقطة تخزين مركزية بالنسبة للمفوضية، ستمكن من تلبية الاحتياجات المتزايدة في مجال التخزين للبرامج الاجتماعيةللدولة في ولايات الشرق والوسط، وتعتبر سعة التخزين هذه هي الأولى من نوعها من حيث الحجم على عموم التراب الوطني في جميع الولايات الداخلية، وبالإضافة إلى هذا تستفيد ولاية لعصابة من منشأتين إضافتين للتخزين في كل من باركيول وكنكوصة بسعة 1000 طن، في إطار مشروع تعزيز القدرة التخزينية للبلد والذي يتم في إطاره، تشييد شبكة مخازن جديدة من 33 مخزنا، تغطي جميع ولايات الوطن بقدرة تخزين استيعابية تناهز 135 ألف طن، من ضمنها مخزنين في نواكشوط بسعة 60 ألف طن، وآخر في روصوبسعة 30 ألف طن، وهو ما يعني رفع الطاقة الاستيعابية للتخزين لدى المفوضية بنسبة 107%.، وتتقدم الأشغال في مشروع شبكة المخازن الجديدة بنسبة تتجاوز 80%.
فخامة رئيس الجمهورية،
أيها السادة والسيدات،
تطبيقا لتعهداتكم في ضرورة القرب من المواطنين والرفع من المستوى المعيشي لهم، نفذت المفوضية خلال الأعوام الماضية، حزمة من البرامج الاجتماعية الهامة، وهي البرامج التي شهدت تطورا ملحوظا ونموا مطردا، تضاعف بموجبه عدد المستفيدين منها عديد المرات، كما تنوعت بتنوع حاجة مواطنينا، للمواد الغذائية والتحويلات النقدية ودعم القوة الشرائية، وتعزيز صمود الطبقات الهشة وتحسين قدرتها الإنتاجية.
وقد كان لاستحداث الآلية الوطنية للوقاية والاستجابة للأزمات الغذائية والتغذوية دور محوري في تنسيق وصهر الجهود الحكومية في بوتقة واحدة، هدفها وغايتها خدمة المواطن والقرب منه، وضمان فاعلية التدخلات الحكومية، وهو مامكن من تطوير آليات التدخلات وسرعة الاستجابة للظروف الطارئة، وفي هذا الإطار يجري منذ شهرين توفير الأعلاف بأسعار مدعومة للمواشي، في الولايات الأكثر تضررا بنقص الأمطار خلال موسم الأمطار الأخير في الحوض الشرقي والولايات الشمالية، كما ستنطلق عملية بيع الأعلاف بسعر مدعوم في غضون أيام في جميع الولايات بما في ذلك ولاية لعصابة.
كما مكنت تجربة تفعيل بنوك الحبوب العام الحالي في ولاية الحوض الشرقي، من تدعيم الأمن الغذائي للمواطنين، من خلال مخازن قروية للأمن الغذائي تم من خلالها ضخ 9000 طن مادة القمح بسعر مدعوم، في المرحلتين الأولى والثانية، وهي التجربة الجديرة بالاهتمام والتطوير.
فخامة رئيس الجمهورية،
أيها السادة والسيدات،
إن حجم البرامج والأنشطة الاجتماعية الكبيرة المنفذة خلال السنوات الأخيرة تطبيقا لتعهداتكم يافخامة الرئيس، وتعبير مواطنينا عن تثمينهم لها وعرفانهمبالجميل لكم، تُغري بمزيد من الدعم والمساندة، استمرارا لنهج البناء والنماء والسكينة الاستقرار؛ نهج الانحياز للطبقات الهشة وسد حاجتها والوقوف إلى جانبها، وما تعبير مواطنينا وقادة الرأي في البلد عن دعمهم المطلق لكم إلا مؤشر واضح على تعلقهم بنهجكم الذي أدرتم به البلد، فنزعتم فتيل التوتر الاجتماعي والسياسي، وعززتم الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية على أسس متينة قوامها المواطنة والتعايش والدولة الوطنية الجامعة والعادلة، فأرسيتم أسس حكامة سياسية هادئة، قوامها إشراك كل أبناء البلد وقادة الرأي السياسي في تسيير شؤون بلدهم ووضع التصورات لإدارته، كما أسستم المدرسة الجمهورية وأعدتم للتعليم رونقه ومعناه، واستعدتم مكانة البلد الديبلوماسية على المستوى الإقليمي والدولي، كواحة أمن وأمان وكعنصر استقرار إقليمي لاغنى عنه، بعيدا عن سياسة المحاور والصراعات والتخندقات المضرة بمصالح البلد.
إن الشعب الموريتاني الذي عاش ويعيش إنجازاتكم الملموسة سيجدد لكم العهد، ويرد جميل إنجازاتكم لصالحه بنجاح باهر في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تمسكا بنهجكم وعرفانا بجميل إنجازاتكم لصالحه.
يقول أهلنا في آدرار على لسان الگيطنة؛ اذكروني لمن لايعرفني أما مَن قد عرفني فسيحفظ لي العهد والود؛ وقد عرف الشعب الموريتاني إنجازاتكم الباهرة لصالحه وخدمتكم له، وهو يحفظ لكم العهد وستبرهن صناديق الاقتراع على ذلك في التاسع والعشرين من الشهر المقبل.
أشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وكان فخامة رئيس الجمهورية مرفوقا خلال حفل التدشين، بالسيدة الأولى الدكتورة مريم محمد فاضل الداه، وعدد من أعضاء الحكومة ووالي ولاية لعصابة والمنتخبين المحليين والسلطات الإدارية والأمنية بالولاية، وعدد من أطر المفوضية.