ماذا أراد ولد حدمين من بودكاست مراسلون / بقلم : سيد محمد محمد المهدي بوجرانه

أحدثت الخرجة الأخيرة للمهندس يحي ولد حدمين ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والاجتماعية، حيث شملت نواحي من طفولة الرجل ومراحل دراسته وحيثيات التخرج والتوظيف وانتهاء بتربعه على أعلى منصب في الحكومة المورتانية كمنسق لعملها.
تعد المقابلة الأولى من نوعها لمتهم بالأمس تمت تبرئته من كافة التهم المنسوبة اليه، فأراد ان يسترجع مكانته الطبيعية كأحد أركان نظام كان أول داعميه، بل وأبلى في إنجاح مرشحه محمد ولد الشيخ الغزواني رغم إمكانياته المحدودة وخصومه السياسيين غير المنصفين للرجل، حتى لو جمعتهم معه الأغلبية الرئاسية.
لم يعرف عن ولد حدمين جمعه للمال ولاخضوعه للرجال، لكنه رجل سلطة بإمتياز يفرض هيبة الدولة ولايساوم على الوحدة الوطنية ويبغض عملاء الخارج وجواسيسهم في الداخل وهي لعمري صفات تكفي لشن حملات تشويه لسمعته ووصمه بالقبلية والجهوية، وكل ماقد يدنس كرامة رجل عض عليها بالنواجذ وتحدى بها كل معتد اثيم.
أجرى الرجل مقابلة مع أكثر المؤسسات الإعلامية بعدا منه ضمانا للشفافية ودليل على شجاعة من لايخشى الملفات السرية، فعادت معاول هدم الطموح من جديد لخشيتها عودة الرجل إلى المشهد وهو ما لاتملك إليه سبيلا فلفقت له التهم بالخروج عن النص ونسجت قصصا ما انزل الله بها من سلطان، كإتصال القصر بالرجل يطلب منه حجب المقابلة وتأويلات أخرى  تفيد عزمه الترشح ضد النظام، وتكهنات تؤكد أن القوم لم ولن يعرفوا قيمة الرجل وانفته ونزاهته الفكرية.
قفز ولد حدمين من سفينة العشرية حين انحرفت عن مسارها الوطني ببيان واضح وصريح عبر فيه عن دعمه لمن يراه الأصلح للقيادة لاخوفا ولاطمعا بل تغليبا للمصلحة العامة رغم ما يكنه من احترام وتقدير للرئيس السابق.
لم تخل المقابلة من مفاجآت كملف بيع شركة اسنيم وعلاقة الرجل باخرين ظن الجميع انه على خلاف معهم، والمفارقة أن معظمهم من ولاية اترارزه التي طالما وصف زورا بمعاداتها، ومع ذلك لم يعترف مروجو تلك الشائعات بذلك لحد اللحظة، وتبرئته الصريحة للزعيم بيرام من تلقيه عطايا عن طريقه أو بعلمه على الأقل.
سجل الوزير الأول الأسبق هدف السبق في التحدث إلى الإعلام مؤكدا دعمه للنظام ومبرزا نظافة كفه من المال العام ومحذرا من تصدر المشهد من طرف العوام، وختم الكلام بوصايا من مجرب خبر دهاليز الحكم بتدرج طبيعي اعتمد على الكفاءة والإخلاص.
الشيخ سيد محمد محمد المهدي بوجرانه