المشهد السياسي في مقاطعة كيفه ثلاثية التطبيع، والممانعة ،والتحول ، فإلى أين يتجه ؟ ( الحلقة 2 )

.. لم تكن الانتخابات البلدية والتشريعية والجهوية الماضية حدثا عابرا في المسار السياسي لمقاطعة كيفه وولاية لعصابه عموما، بل شكلت بركانا سياسيا غير مسبوق على المستوى الحزبي والاجتماعي في بعده السياسي ...
فما إن بدأت معركة اختيار المرشحين المحليين والجهويين في الحزب الحاكم ( الانصاف ) تدور رحاها داخل أروقة الحزب حتى بدأت ارهاصات سياسية في ثوب تنافسية محلية بين الفرقاء لم تخلوا من تأثيرات وتأثرات قوى التأثير المعتادة _ القبيلة والمناطقية والبعد الاجتماعي والمال السياسي والنفوذ _ تلعب أدوارا غير مألوفة في رسم خارطة سياسية بمقاسات محلية خارج الأطروحات الحزبية التي ظل الجميع يرددها في التظاهرات الحزبية من جهة والمؤيدة من جهة أخرى خصوصا في فدرالية الحزب الحاكم بالولاية التي كان الكل يراها حاضنة سياسية له قبل أن تسقط ورقة التوت عن الجميع داخل الحزب وخارجه .

لكن المفاجأة لم تحدث بعد أسابيع من انتظار ما سيعلن عنه الحزب الحاكم ( الانصاف ) كما يحلو لأنصاره حتى تشظى المشهد المحلي وانزاح ستار  الالتزام الحزبي ليبدأ مشهدا جديدا ابطاله حزبيون علنيون وفاعلوه شخوص بمقاسات محلية انصهرت فيهم أفكار المحلية بالقبلية ، والبحث عن الذات والأنى السياسي المتصارع في جوهره ...
لتولد خارطة سياسية أخرى أبطالهم نفس الابطال،  وشخوصها بذات الهوية،  لكنهم. في ثوب جديد بعد أن ذرت  رياح الأنانية السياسية  شعارات  المشتركات والالتزام الحزبي ، و روح الانسجام في مهب ريح التحولات غير المتوقعة كما يرى البعض .

ليظهر صدفة  نفس سياسي جديد  محلي برر ثورة الخارجين عن النص بحجة الأغلبية المريحة والنفوذ الشعبي وشعار المظلمة وظالم ومظلوم ليصبح كل يغني على ليلاه في مشهد لم يخلو من هشاشة سياسية وانعدام روح السياسية في ابهى تجلياتها ..

لتتصارع في واحدة من أحلك لحظات المشهد السياسي فكرتي الالتزام الحزبي و الصبر على التهميش بحجة وبدون حجة ، فتشكلت فسيفساء سياسية من خارج الأطر السياسية الحزبية المتعارف عليها محليا او كانت على الأقل ذات حضور محلي  مشكلة بذلك مشهدا مغايرا قضى على آخر أنفاس العدالة الحزبية والتفاهم الداخلي.

 فكان الانتصار للقبيلة ،والمشيخة ،والمرجعية، والحمية ،والشعبوية ، وكل الشعارات اللامنطقية في ظل وجود المؤسسات الحزبية التي حولت بفعل فاعل  إلى حاضنة لكل الأجندات المطبعة والممانعة بأسماء فضفاضة وعناوين مزيفة فصار الولاء تطبيعا والتصويت انتصارا والفوز والخسارة مربوطان بأمراض اجتماعية ماتزال تنزف المكتسبات الديمقراطية في أثواب متعددة فكان التحول والتشكل والازدواجية في الموقف فولد من خاصرة الانتخابات مشهدا مختلفا يقول العارفون بالسياسة إن الزعيم فيه مواليا مغاضبا،  والرئيس مغاضبا و مواليا والمهزوم فيه ماليا يدعي الشرعية والمنتخب فيه هجينا والكل صار مطبعا وممانعا وجزءا من صناعة التحول ...
فماذا حدث في آخر استحقاقات وكيف كانت المواقف والتحول ؟

قريبا الحلقة ( 3 )

قسم تحرير وكالة لعصابه الإخبارية