بعد خطاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في حفل تنصيبه رئيسا لمأمورية ثانية كان أول إجراء فعلي لخمس سنوات قادمة من حكمه هو تعيين المختار ولد اجاي وزيرا اول ، وهو القرار الذي شكل إشارة واضحة بالتزام الرئيس بما تضمنته وثيقة خطاب التنصيب خصوصا في مايرتبط بإشراك الشباب وبالسيير مع الشباب ، ومحاربة الفساد ، واعتماد مبدأ الكفاءة لخلق مزيد من التنمية ومواجهة التحديات .
وهي بلاشك ملفات تحتاج لدينامو فعالة تحرك المياه الراكدة وتعبر بهدوء نحو شاطئ المنجز بصبر وجدية ،وكفاءة وأشير هنا انه مهما كان اختلافنا حول تاريخ وتجربة المختار ولد اجاي فإنه قد ينتقد في كل شيء إلا في الكفاءة والجدية واتقان ما يسند إليه من مهام هذا لست وحدي فيه بل بشهادة الجميع .
في تعيين المختار ولد أجاي يحضر بعد آخر قد يكون غاب عن كثيرين أنه اجراء لايخضع لمعايير الحكم المتعارف عليها في الأعراف المألوفة كالمناطقية او الجهة او القبلية او المال السياسي فكلنا يعرف _ هذا يجب ان يقال _ أن المختار ولد أجاي جاء للشأن العام وحيدا وصنع مكانة لنفسه دون أي اقتراح من هذا الرباعي سابق الذكر ، وظل حاضرا بنفسه لا بموزنه السياسي وهذا مايدعم معايير كفائته وجديته وطول نفسه التي سبق وأن أشرنا عليها سابقا .
اشراك المختار ولد أجاي في تسيير الشأن العام ليس اشراكا له فحسب بل هو اشراك لأهل الهامش والكادحين ومن يحملون طموحات شخصية بأن يكون شيئا مذكورا ، وهذا في حد ذاته درس قوي لكل الطامحين أنه بالعمل والجد والمثابرة والصبر يتم الوصول للأهداف مهما كانت الاشواك تسد الطريق .
قد نختلف مع اسلوب المختار ولد اجاي في حرقه للمراكب مع خصومه سياسيا أكثر من مرة ، وقد نتحفظ على نقاط او مواقف من تاريخه السياسي لكن ذلك لايمنع من أن نشيد بتجربته الشخصية والوظيفية وقدرته على إدارة الملفات الهامة كالاقتصاد والتسيير ومحاربة الفساد الإداري والمالي و خلق مأمورية تنموية يجد فيها الشباب ذاته قياسا على تجربته هو الشخصية .
شخصيا لم يعجبني اشراك المختار ولد أجاي ايام تعيينه وزيرا مديرا لديوان رئيس الجمهورية نظرا للسياق السياسي الذي جاءت فيه آنذاك وعبرت عن ذلك على صفحتي الشخصية بكل وضوح لأنني لست من الذين يكتمون مواقفهم .
لكن تعيينه وزيرا اول في سياق بداية مأمورية جديدة اعجبني كثيرا نظرا لما يمكن ان يضيفه ويحققه هذا الشاب بحكم كفاءاته وكاريزميته في تسيير الملفات الكبيرة .
رسالتي إلى المختار ولد أجاي أنه عليه أن يتذكر أن تعيينه وزيرا اول اختبار صعب له شخصيا ، وليس تكريما وأنه عليه أن لاينصاع لطموحات انصاره ومحبيه وزمرة الفاسدين والمنافقين وأن يتذكر دائما أنه أمام فرصة تاريخية بأن يبدد كل الملاحظات من حوله بأنه قادر فعلا أن يكون وزيرا أولا للجميع وأنه محل ثقة لرئيس يعلق عليه الموريتانيون آمالا جساما في تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم .