يبدو أن شعبية الإصلاحيين لم تفهم بعد اللعبة السياسية الممارسة من طرف قادتهم، لأنهم ما زالوا يعتقدون أن حزب تواصل حزب معارض.
حزب تواصل حزب من أقوى الأحزاب موالاة، إلا أن وجود زعامة المعارضة بيده يفرض عليه التمسك والتظاهر بما يتطلبه استمرار تسييرها و لعب ورقتها.
إعلان موالاة النظام من طرف بعض أكبر قادة الإخوان المسلمين و بقاء بعضهم في حزب تواصل هي لعبة مدروسة يقبل الحزب من خلالها دعم النظام القائم بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بشعبية كبيرة من منتسبي تواصل، و تمسك البقية بورقة زعامة المعارضة، لأن تواصل لو أعلن دعمه كحزب فإن زعامة المعارضة ستنتقل لحزب آخر حسب الترتيب الاستحقاقي، و تواصل ما زالت في نفسه حاجة تتعلق بتسيير زعامة المعارضة الديمقراطية، و يعتبر هذا الموقف من طرف تواصل انتصارا من الانتصارات العديدة التي حققها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على المستوى السياسي باحتواء العديد من الفرقاء السياسيين في البلد، وخاصة من صفوف المعارضة.
وحين اقترب موسم الانتخابات الرئاسية، فكر تواصل وقدر ليجد ذو مال يدعمه للترشح ليستفيد الحزب من مقدراته المادية و يقنع الرأي العام بأنه حزب معارض، ولو كان التواصليون يفكرون في المنافسة الحقيقية على الكرسي لما بحثوا عن مرشح من خارج حزبهم، و عندما عجزوا عن وجود ضحية أو مطية يركبونها لممارسة دورهم على حسابه، ولكي لا تتفرق أصواتهم بين المترشحين فتكون نهاية حزب تواصل، قرروا -مكرهين لا أبطالا- ترشيح رئيس الحزب الذي لا تشكل رئاسة البلد هما له ولا طموحا في الأصل، ولكن لا أحد في الحزب يريد الترشح فكان مرشحا فرضه واقع الحزب.
اللعبة لم تفهم بعد من طرف شعبية تواصل، بل لم يفهموا أن تواصل يلعب لعبة خفية لصالح المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني الذي أقنع الجميع بأنه رجل المرحلة سياسة وحكمة و قدرة على مسك زمام الأمور في الوقت الراهن، و الإصلاحيون كغيرهم من الإخوان المسلمين، يعرفون جيدا كيف تقتنص المصالح فيلعبون على وتيرة تمكنهم من مشاركة النظام على حساب الأحزاب المعارضة الأخرى، إلى أن تنتهي مأموريتهم في مؤسسة المعارضة الديمقراطية، حينها سيعلنون موقفهم بوضوح، هذا إن لم يحققوا هدفهم الأسمى: الرئاسة للرئيس محمد ولد ولد الشيخ الغزواني -الأجدر في نظري- و مؤسسة المعارضة لتواصل.