ds

حيثيات تأسيس مدينة كيفة من 1906 الى 1907، وثائق فرنسية/ بقلم سيدي ولد الغوث

وصل قائد الجيش الفرنسي ومنظر الحملة الاستعمارية الفرنسية في موريتانيا أگزافييه كبولاني إلى المناطق الشرقية الموريتانية قادما من السودان الغربي “مالي” سنتي 1898- 1899 حيث تعرف على القبائل الموريتاية في الحوض الشرقي وألتقى بشيخ قبيلة مشظوف محمد المختار ولد محمدمحمود ، ويجدر التنبيه هنا إلى أن الأمير محمد المختار ولد محمدمحمود توفي عام 1909م في معركة خاضها ضد قبيلة أرگيبات ودفن في مدينة ولاتة،حسبما ورد في بعض الوثائق الفرنسية.

بعد انتهاء كبولاني من اللقاءات التي قام بها مع بعض القبائل الموريتانية في الحوض توجه إلى السنغال و بعد ذلك إلى أترارزه حيث ألتقي بالشيخ باب ولد الشيخ سيديا و الشيخ سعد بوه ولد الشيخ محمد فاضل،

وفي عام 1903 تم تأسيس مركز نواكشوط العسكري على يدي النقيب افرير جاه، وبذلك أستطاع الأحتلال الفرنسي دخول الأراضي الموريتانية والتغلغل فيها بدون أية مقاومة (1)

ثم تجاوز ولايتي أترارزة ولبراكنه دون صعوبات تذكر باستثناء معركة درگل، وحاول التقدم نحو تجكجة حيث وجّه حملة عسكرية بقيادة النقيب “Frérejean”
لكن القوات الفرنسية هذه المرة واجهت صعوبات ولم تستطع التقدم
وكانت المقاومة الوطنية تتربص بالغزاة حيث شنت هجمات على تلك القوات الفرنسية القادمة من لبراكنه،
وفي هذا الوقت بالذات قام الفرنسيون بإستدعاء كتيبة فرنسية كانت متواجد ة في مدينة (أنيويورو- المالية.”السودان الفرنسي”) لدعم
القوات الفرنسية وتوفيرغطاء أمني وفك الحصار عن الوحدات الفرنسية
التي كانت تعسكر بالقرب من مدينة تجكجة ، وكان القائد العسكري لهذه الكتيبة (2) التي تم أستدعاؤها من مالي هو النقيب : آرنو- 
Le Cdt Arnould

وقد خرجت الكتيبة من أنيورو Nioro يوم 24 نوفمبر 1906 
و وصلت إلى وادي كيفة يوم 11 ديسمبر 1906، حيث وُضع حجر
أساس مدينة كيفة 
“Le poste de Kiffa”.

لكنها لم تدم إلا لمدة ” شهر واحد ”

حيث تم التخلي عن هذا المكان يوم 01 فبراير 1907 وتم نقل المركز الإداري إلى حاسي بابو الذي يبعد 12
كلم جنوباً من المكان الأول، وبذلك تم تأسيس مدينة كيفة الحالية ولم يتغير المكان حتى يومنا هذا.

وقد تم إنشاء مركز كيفة الإداري رسميا بأمر من الحاكم العام بتاريخ 28 مايو 1907. و نُشر الخبر في الجريدة الرسمية “لمستعمرات السنغال العليا والنيجر يوم 15 يوليو 1907 وكان المرسوم قد صدر من قِبل الحاكم العام لهذه المستعمرات يوم 01 يوليو 1907م, و في يوم 03 أبريل سنة 1907 غادر النقيب آرنو- Cdt Arnould محطة كيفة Kiffa وحل محله النقيب Saludo

و في يوم 01 يوليو سنة 1907 تولى الكابتن مانجيو- 
Le Capitaine Mangeot
قيادة الإقامة

و في يوم 16 نوفمبر  1907 كانت قرية كيفة قد تم إنشاءها بالكامل

و في يوم 01 يناير سنة 1913 ، تم فصل مركز كيفة الإداري عن مستعمرات السنغال العليا و النيجر لتصبح جزءًا من موريتانيا

(3) وفي 1951م نشر المعهد الفرنسي لأفريقيا الوسطى تقريرا يتضمن وثائق تاريخية وتقارير تتحدث عن ولاية لعصابة،و جاء في إحدى الوثائق أن ولاية لعصابة تتألف أساسا من دائرة كيفة، في موريتانيا، شمال السنغال، وتضم حوالي 65.000 نسمة من العرب البيض، و 26.000 نسمة من العرب السمر ( الحراطين)، و يعتمدون في حياتهم المعيشية على تربية الحيوان وزراعة الذرة والنخيل

وقد تم إنشاء بساتين النخيل من قبل الفرنسيين الذين أحتلوا هذه المنطقة خلال الفترة ما بين عامي 1906 و 1910 م،

و في سنة 1925 قام الكابتن لارينات قائد دائرة كيفة (التي تأسست عام 1907) قام بزراعة أول بستان نخيل.

وكانت المنتجات الزراعية والحيوانية، أو "عائدات الثروة الحيوانية والزراعة آنذك لدائرة كيفة" تمثل :

-الصمغ العربي 6 مليون فرنك
-التنمية الحيوانية 40 مليون فرنك
-النخيل ـ التمور 50 مليون فرنك
-الذُّرة 120 مليــــــــــــون فرنك

وبحسب الصحيفة فإن الإنتاج المستقبلي الزراعي سيعتمد أساسا على منتجات النخيل “التمر” وقد تحدثت الوثيقة عن أمور أخرى، وذكرت أن للصمغ العربي فوائد كثيرة على الصحة ...

الاحالات :
-المصدر- 1| مذكرات فريرجاه
Commandant Frérejean

-المصدر- 2| المكتبة الفرنسية

المصدر- 3| وثائق من الأرشيف الفرنسي: بحث قام به المعهد الفرنسي لأفريقيا الوسطى، نشر سنة 1951م وبحوزتنا تلك الوثائق

بقلم سيدي ولد الشيخ ولد محمد محمود ولد الغوث